أكد المهندس صبحي نصر نائب رئيس جمعية مستثمري السويس وعضو مجلس إدارة جمعية مستثمري العاشر من رمضان, أن المنطقة الصناعية بالسويس التي يبلغ عدد المشروعات بها أكثر من150 مصنعا, باستثمارات تتعدي ال15 مليار جنيه. تمر بمرحلة خطيرة نتيجة الأحداث التي أصابت البلاد أخيرا, وأوضح أن صناعة السيراميك تتعرض لهجوم شرس من الداخل عن طريق زيادة أسعار الغاز وسدادها بأثر رجعي, ومن الخارج عن طريق إغراق السوق المصرية بالسيراميك المستورد, وطالب وزارة الصناعة والتجارة الخارجية بفرض رسوم إغراق علي المستورد. * ماذا عن الوضع الحالي للمصانع الموجودة بالمنطقة الصناعية بالسويس؟ * المصانع تعاني بشدة نتيجة الأزمات المتلاحقة التي تتعرض لها البلاد, حيث أصبحت تعمل بنسبة25% من طاقتها الإنتاجية, بخلاف وجود مصانع متوقفة عن العمل انتظارا لمرور هذه الأزمات, علاوة علي أن80% من المشروعات الجديدة متوقفة تماما عن استكمال العمليات الإنشائية بها. * هل أثر قرار حظر التجوال الذي أصدره الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية خلال الفترة السابقة علي عملية الإنتاج بمصانع السويس. * علي الرغم من أهمية إصدار مثل هذه القرارات في الوقت الحالي للحفاظ علي أبناء البلاد من البلطجية, فإنه أدي إلي تعطيل الخامات الأولية, والمنتجات النهائية من وإلي المصانع, وزيادة حالة الفزع الذي أصاب المصانع التي لم تتوقف عن الإنتاج خوفا من انقطاع الغاز والكهرباء عن المصانع, وعدم إمكان توصيل العمالة إلي المصانع, بالإضافة إلي تشغيل المصانع فترة واحدة بدلا من ثلاث. * كم يبلغ عدد المصانع العاملة داخل المنطقة الصناعية بعتاقة؟ وما حجم استثماراتها؟ * عدد المصانع الحالية يبلغ أكثر من150 مصنعا للصناعات الثقيلة والكبيرة, تعمل في مجال الحديد والصلب, والسيراميك, والأسمنت, باستثمارات تبلغ نحو15 مليار جنيه. * ما أهم المشكلات التي تواجه المصانع القائمة بعتاقة؟ * عدم اكتمال أعمال البنية الأساسية داخل المنطقة الصناعية من غاز وكهرباء ومياه وتليفونات ومرافق. * وماذا عن صناعة السيراميك بعد زيادة أسعار الغاز والسولار أخيرا؟ * ارتفاع أسعار الغاز والسولار سيؤدي إلي زيادة تكلفة المنتج وانخفاض الطاقة الإنتاجية للمصانع, وكذا انخفاض حجم العمالة, وبناء علي ذلك ستتراجع معدلات البيع, وسيكون المستهلك هو المتضرر من هذه الزيادات, بالإضافة إلي أن رفع أسعار الغاز الطبيعي تم بقرار إذعان من2.3 دولار لكل مليون وحدة حرارية, إلي3 دولارات, ونحن كأصحاب مصانع سيراميك لا نعترض علي الزيادة, فكلنا يعلم أن البلاد في حاجة إلي ضخ أموال بها, ولكن الاعتراض علي السداد بأثر رجعي بداية من يناير2012, بينما تم طرح المنتج بناء علي السعر الأول, في حين أنه تبين أن المنتج الذي تم بيعه كان سعر الغاز فيه3 دولارات, الأمر الذي أدي إلي إلحاق خسائر للمصانع, وفيما يخص شركة لابوتيه التي أمثل نائب رئيس مجلس إدارتها فهي تسعي خلال الفترة المقبلة لإقامة مشروعات جديدة مثل باقي الشركات الراغبة في إقامة استثمارات, لكن الظروف الحالية ستكون سببا في تأجيل هذه المشروعات. * ما أهم التحديات التي يخشي منها صناع السيراميك حاليا؟ وكيف تتم مواجهتها؟ * أهم التحديات التي تواجه نحو30 مصنعا للسيراميك في مصر تتمثل في إغراق السوق المحلية بالسيراميك المستورد, خاصة من الصين, وإيطاليا, وإسبانيا, وهو ما يستلزم فرض رسوم إغراق عليه, مثلما تم مع صناعة الحديد, وقد خاطبنا وزارة الصناعة والتجارة الخارجية لفرض رسوم الإغراق لكنها رفضت. * كيف تري مناخ الاستثمار داخل منطقة السويس الفترة المقبلة؟ * مناخ الاستثمار بشكل عام, سواء كان بالسويس أو غيرها من المناطق الصناعية, لا يشعر أي مستثمر بالأمن, سواء كان مصريا أو أجنبيا, لأنه لن يشعر بالأمن علي نفسه, ولا بالأمان علي أمواله. * هل تري أن الحكومة الحالية قادرة علي حمل الأمانة؟ * الحكومة الحالية تواجه تحديات كبيرة, وعقبات لا يتحملها أحد, وبرغم ذلك سمعنا منها تصريحات لو أذن لها ورأت النور لتحققت بها مصالح البلاد, لذلك يجب أن تمنحها الوقت الكافي لتنفيذها, فنحن لم نتركها تتنفس ولا يمضي يوما إلا وسمعنا عن تهديدات واعتراضات واعتصامات, فمن أين تتحقق لنا التنمية! * هل تؤيد المصالحة مع رجال النظام السابق أم ضدها؟ * أنا مع مصلحة الوطن, فإن كانت المصالحة ستفيد اقتصادنا فمرحبا, وإن لم تكن فيها مصلحة للبلد فإني أري صعوبة في تنفيذها لعدم قبول الشعب نفسه, فنحن وصلنا إلي مفترق الطرق, وكادت السفينة تغرق, وستغرق بالجميع دون استثناء أحد, لذلك أطالب بمصالحة شاملة بين جميع طوائف المجتمع حتي تنعم البلاد بالخير, ويعود لها مجدها.