مع استمرار تصاعد الاشتباكات بالميادين المختلفة في الذكري الثانية للثورة لليوم الثالث, تأتي صرخة المستثمرين خوفا علي توقف عجلة الإنتاج المتوقعة بسبب صعوبة نقل المواد الخام من الجمارك إلي مناطق التصنيع. وقالوا إن الخوف تملك العاملين والسائقين الأمر الذي يؤدي إلي تأخر عن المواعيد مما ينتج عنه تأخر العجلة الانتاجية لساعات إلي جانب رفض السائق نقل المنتجات إلي الوجه القبلي وغيره من المناطق النائية. قال الدكتور طارق جودة عضو مجلس إدارة مستثمري برج العرب إن ما تشهده الساحة السياسية والشارع المصري يلقي بآثاره السلبية علي العجلة الانتاجية مما ينعكس علي الوضع الاقتصادي المتأزم. أضاف أن توتر الأحداث المستمر والاشتباكات مع غياب الوجود الأمني أثر علي وجود العمال بالمصانع لخوفهم من تعرض الطرق لأي مخاطر تشكل خطرآ علي حياتهم, والأمر نفسه الذي جعل السائقين يرفضون نقل المنتجات إلي محافظات الوجه القبلي. وأشار إلي أن هناك عقبة كبيرة تواجه المصانع في نقل منتجاتهم مما يمثل خطرا بالغا علي قدرتها علي الالتزام بالعقود الموقعة مع التجار إلي جانب عدم إمكان نقل مواد خام لمراكز الإنتاج مما يدفع المصانع إلي تخفيض الطاقة الإنتاجية خلال تلك الأيام. محمد جنيدي عضو مجلس إدارة مستثمري أكتوبر اتفق معه وقال إنه في حالة امتداد الوضع الراهن ستتزايد أعداد المصانع المغلقة بسبب نزيف مخزون المواد الخام جراء اعتماد الصانع عليه للالتزام بالعقود ومواعيد التوريد. وتابع: إن هناك صعوبة في نقل المواد الخام من الجمارك إلي المصانع ونقل المنتجات مما يجعل الصورة المستقبلية ضبابية وسط استمرار حالة عدم الاستقرار التي يشهدها الشارع المصري. وأشار إلي أن جميع المستثمرين سيقومون بإعادة النظر في الخريطة الاستمرارية المقبلة بجانب تأجيل أي عملية توسعية في المشروعات القائمة وهو ما يؤكد أن الاقتصاد المصري سيضربه التأثير السلبي حاليا أو مستقبلا. وأكد أن تأخر عامل نتيجة ازدحام الطرق يؤخر خط إنتاج, فعلي سبيل المثال خط إنتاج دهانات المنتج تستغرق أربع ساعات لتصل إلي حرارته إلي900 درجة مئوية قبل بدء القيام بمهامها, لافتا إلي أن الصناعة ما هي إلا حلقات متداخلة يؤثر كل منها علي الآخر وما يحدث أخيرا يقصم ظهر الصناعة وسط المعوقات المزمنة كارتفاع أسعار الدولار والمواد الخام, وأسعار الكهرباء والمياه. من جانبه, قال سيد البرهمتوشي عضو مجلس إدارة مستثمري العاشر من رمضان, إن المدينة الصناعية مستقرة بصورة كبيرة لأن العامل حريص علي عمله من أجل كسب قوت يومه وليس للرفاهية لأن تغيبه عن العمل سيؤثر علي أجره. واستطرد بصوت مرتفع: الكيل طفح, واحنا مستحملين الوضع بالعافية لكن أكثر من حرام لافتا إلي أن المصانع تبذل ما لديها من طاقة لتحافظ علي الطاقة الانتاجية للنهوض بالحالة الاقتصادية في المرحلة المقبلة.