إذا كنت من مريدي مبارك ورجاله الذين ينقسمون بين هاربين ومسجونين ولا أقول من الفلول وإذا كنت من هؤلاء الذين ليس لديهم أمل في حدوث تغيير, أو الذين اشتاقوا لأيام الأمان والاستقرار ويخشون علي مستقبل أولادهم من ربط الحزام في الأكل والشرب والكهرباء والسولار والبنزين.. إذا كنت من الذين عانوا الأمرين في عامين وزهقوا من الأفلام الأبيض والأسود ووحشتهم الأفلام الملونة عليك أن تنسي كل شيء ولا تتذكر إلا واحدا من الوزراء اسمه العامري فاروق أسندوا إليه إدارة شئون وزارة اسمها الرياضة, فهذا الرجل في واد والدولة كلها في واد آخر, وكأنه من أولئك الذين لا يصدقون أنه لا يوجد الآن شيء اسمه لجنة السياسات, وأن أيام السرقة و النصب والفهلوة انتهت, وأن المتورطين في نهب الأندية والاتحادات والمؤسسات تحت مسمي الهدايا ينتظرون أحكام القضاء جراء ما ارتكبوا من جرائم واستباحوا من المال العام! الرجل لا يريد أن يفهم أنه إذا كان لا يوجد نشاط رياضي فإنه لا يوجد وزير ولا خفير, وأن مخططه لإصدار قانون ملاكي ينقذ به أعداء الأمس وحلفاء اليوم بحكم أنهم في مركب واحدة لا يمكن أن يري النور لأن قانون الرياضة الجديد لا بد أن يضعه أهل الخبرة وأصحاب الأيدي النظيفة, كما أنه لا يوجد داع لإصداره الآن لأن هناك ما هو أهم في هذه المرحلة الخطيرة من عمر البلد! ولا محل للثقة في رجل لا يعرف إلا القليل في كرة القدم المجمدة, وتقتصر وظيفته علي إدارة شئون الجبلاية لغرض في نفسه وفي نفوس أعوانه, وكل ما يفعله في حياته هو حنفية تصريحاته ومداخلاته وأحاديثه وصوره التي تغرق كل وسائل الإعلام و أيضا زياراته التي بلا معني وتتكلم عن دوري لن يعود, وملاعب لن تقام, ودورة سفارات مضحكة في إطار سلسلة من الأكاذيب. وما يرتبه مجلس إدارة الأهلي من احتفالات بعد الأحكام المبدئية الجزئية يدينه ويعريه لأن الدم المهدر علي مدار عام مصري, وكل الجثث تتشابه لا فرق بين قاهري وبورسعيدي, ولا أحمر وأخضر, ويؤكد أن ما يفعلونه ما هو إلا ركوب للموجة للتغطية علي قضايا أخري تأخر الحكم فيها.. فما من شك أن مجلس حسن حمدي بكامل هيئته والتي منها الوزير المشتاق للإعلام- الذي يظن أنه يعيش في بندرسري بكاوان وليس القاهرة- شريك في المسئولية عما حدث في بورسعيد!