نذكر زكريا أحمد فلا ينبغي أن نتناسي رصيده الفني الرائع مع كوكب الشرق حيث لحن لها ما يقرب من ستين لحنا بهما باقة من أجمل أغنياتها مثل أنا في انتظارك, حبيبي يسعد أوقاته, الأمل ونصرة قوية وبعد النزاع الشديد بينهما تدخل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وتمت المصالحة وقدما معا هو صحيح الهوي غلاب تتزامن هذه الأيام ذكري ميلاد ووفاة أحد رواد الموسيقي الشرقية والعربية وآخر مشايخ الموسيقيين الذين ظهروا في القرن التاسع عشر وأواخر القرن العشرين وهو الشيخ زكريا أحمد; حيث ولد في السادس من يناير عام1896 وتوفي في الرابع عشر من فبراير عام1961 بعد أن قدم مجموعة كبيرة جدا من الأعمال الموسيقية البديعة والتي تعد لآلئ فنية في عالم الغناء والتلحين. وقد كان والده الشيخ أحمد حسن من حفظة القرآن الكريم ويعمل في الأزهر الشريف وأيضا من هواة سماع التواشيح الدينية ذات المقامات العربية الأصيلة.. واقتدي به ابنه, وعملت هذه الهواية علي تنمية ملكة التلحين لديه, وألحقه والده بالأزهر الشريف.. لذا تعلم أصول اللغة العربية والعلوم الدينية وكان يجيد حفظ وتلاوة القرآن.. ثم أصبح نجم حفلات التكريم التي تقام في المناسبات العلمية.. وتأثر بعبده الحامولي والشيخ سلامة حجازي.. ودرس العلوم الموسيقية علي يد الشيخ درويش الحريري.. أما أصول علم المقامات والأوزان وطرق التلحين فتعلمها علي يد الشيخ علي المغربي. ويرجع للشيخ زكريا أحمد الفضل في تطوير القوالب الموسيقية الغنائية المميزة للموسيقي العربية في شكل الطقطوقة والدور,ومن أهمها جمالك ربنا يزيده وإللي حبك يا هناه التي تغنت بها أم كلثوم وأيضا أكون سعيد, جمال الدنيا ومالك يا قلبي حزين, كما قدم مجموعة من الموشحات أشهرها يا جريح الغرام, يا رشيق القوام ويا نسيم الصبا.. وقد ساعد هذا التطوير الملحنين من بعده علي زيادة التوسع والابتكار..وهو ملحن موسيقي ذو موهبة حقيقية تجلت من خلال إبداعاته الموسيقية في المسرح الغنائي والذي زاد علي خمسين مسرحية غنائية لحن أغنياتها التي تزيد علي خمسمائة لحن غنائي وحظي الكثير منها بشهرة واسعة.. والتي ساهمت في صنع مجده الفني.. وكانت ألحانه خير معبر عن الموضوعات الناقدة بعنف للأوضاع الاجتماعية التي حفلت بها مسرحياته من خلال ألحانه الغزيرة المتعددة الطبائع ما بين الهادئ والعنيف. كما برز دوره في الأفلام الغنائية حيث قدم ألحان سبعة وثلاثين فيلما تقريبا تحوي واحدا وتسعين لحنا غنائيا وحظي معظمها أيضا بشهرة واسعة النطاق. فهو صاحب تراث غنائي وفني زاخر بالإبداع محافظ علي القواعد والأصول العربية في التأليف الموسيقي إلي حد رفضه للتطوير من خلال استخدام تقنيات وأساليب الموسيقي الغربية, وحتي ما قام به من تطوير فكان عن طريق تغيير الشكل وليس المضمون.. ودائما يعتمد بشكل أساسي علي المقامات والآلات والإيقاعات الشرقية الرصينة وتمتاز ألحانه بالعذوبة والسلاسة واستخدام الألحان البدوية والشعبية التي تظهر أحيانا تأثره الداخلي بهذه الموسيقات وتترجم في صور لحنية جديدة وتلقي حفاوة بالغة لما لها من أصالة وخفة في نفس الوقت..كما يعد هو من أغزر الموسيقيين من حيث الإنتاج فقد يصل حصيلة ما قدمه من أغنيات إلي ما يزيد علي ألف أغنية غناها كبار مطربي زمن الفن الجميل أمثال صالح عبد الحي ومنيرة المهدية وعبد اللطيف البنا وأم كلثوم. وحينما نذكر زكريا أحمد فلا ينبغي أن نتناسي رصيده الفني الرائع مع كوكب الشرق حيث لحن لها ما يقرب من ستين لحنا بهما باقة من أجمل أغنياتها مثل أنا في انتظارك, حبيبي يسعد أوقاته, الأمل ونصرة قوية وبعد النزاع الشديد بينهما تدخل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وتمت المصالحة وقدما معا هو صحيح الهوي غلاب.. بالإضافة إلي الأغنيات القصيرة التي دمنا جميعا في ترديدها بين الحين والآخر مثل الورد جميل, قوللي ولا تخبيش وغني لي شوي..وجميع ألحانه تعتبر بصمات في مجال الموسيقي المصرية. فتحية في هذه الذكري الخالدة لشيخ الموسيقيين.