في ذكري مولده صلي الله عليه وسلم يكون الاحتفال به من خلال الاقتداء به والسير علي نهجه وهذا ليس تفضلا بل حق له علي أمته من بين كثير من الحقوق التي بسبب البعد عنها كانت المصائب والملمات التي أحاطت بالأمة وصيرتها لقمة سائغة تنهشها الأمم الأخري بخلاف الأمراض التي انتشرت لتنخر في جسدها وأصبح لاعلاج لها سوي الوفاء بحقوق الرسول الكريم علي أمته خاصة في يوم مولده. في البداية يري الدكتور جمال عبد الستار وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة أن من حق الرسول صلي الله عليه وسلم علي أمته في يوم مولده أن يتعرف عليه المسلمون وأن يعلموا مكانته صلي الله عليه وسلم ليستشعروا عظمته وأن يعرفوا أن الله أحبه ودافع عنه وأكرمه واثني علي منهجه وأقسم سبحانه وتعالي بعمره لعمرك أنهم لفي سكرتهم يعمهون. ويكون الاحتفال بمولده أيضا بطاعته صلي الله عليه وسلم وحسن اتباعه والاقتداء به وحبه فليس حبه مجرد شعار أو كلام ولكن ينبغي أن يظهر ذلك في سلوكياتنا وينعكس علي أخلاقنا وأن نطبق منهجه صلوات الله عليه واتقان أعمالنا والتوحد فيما بيننا وأن يعذر بعضنا بعضا, وحقه صلي الله عليه وسلم أيضا يكون بنشر دعوته وتبليغ منهجه واحياء سنته وتعظيمه وتوقيره والدفاع عنه وعن أهله وسيرته ومنهجه بالاضافة للاكثار من الصلاة عليه وتحسين أخلاقنا فيما بيننا لقوله صلي الله عليه وسلم بعثت لأتمم مكارم الأخلاق وخاصة في مثل هذه الذكري العطرة حتي نفوز بصحبته في الجنة. ويشير الشيخ فكري اسماعيل عضو المجلس الأعلي للشئون الاسلامية السابق بقوله اذا كنا في هذه الأيام نعيش في ذكري مولده صلوات الله عليه فان من واجبنا أن نوضح أهم حقوق رسول الله علي أمته والتي يأتي في أولها التواصي بالحق ونبذ الباطل والتأكيد علي ترسيخ مفهوم الانتماء لهذا الوطن الذي نحن أحوج مانكون الي الحفاظ عليه بالاضافة لطاعة الله ورسوله التي لاتكون بالأقوال ولكن يجب أن تكون بالأفعال من خلال ماجاء بالقرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة كل ما من شأنه أن يصلح الأمة ويوصلها الي ماترنو اليه كما أن من حقه صلي الله عليه وسلم علي أمته أيضا الابتعاد عن كل شيء ينزل من قدر رسول الله وإلا نقحم الرسول في مشاكلنا ونزاعاتنا فرسول الله صلي الله عليه وسلم مكانه عند ربه ولذا مدحه ربه بقوله تعاليورفعنا لك ذكرك. أيضا حق الرسول علي أمته أن تطبق القيم والأخلاق التي وردت عنه صلي الله عليه وسلم ليظهر ذلك بالصورة الحقيقية مشيرا الي أن أعظم تقدير وأعظم واجب نحو رسول الله أن يخلص كل منا في عمله لأجل المصلحة العامة ليكون شعارنا جميعا حب هذا الوطن والعمل ليل نهار لإعادة بنائه من جديد وأن نكون ايجابيين نحو هذا الوطن ونحو دنيننا وأخلاقياتنا. ويقول الشيخ محمد أبو حطب وكيل وزارة الأوقاف أن حق النبي الكريم علي أمته أن يسيروا علي منهجه لقوله تعاليقل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم وذلك بالاتباع وليس بالابتداع والتيسير علي الناس ومعاملة غير المسلمين معاملة حسنة كما كان يتعامل وكيف لا وهو القدو ةالحسنة ولقوله لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا فحقه أيضا علي أمته الا نلصق له كلاما ليس من كلامه لنضلل به الناس, والبعد عن الغل والحقد والحسد الذي أصبح للأسف سائدا بين الناس في هذه الأيام, فمن حقه علي أمته أيضا نشر المحبة بين افراد المجتمع مسلمين وغير مسلمين وكذلك حب الوطن جزء من الايمان لقوله صلي الله عليه وسلم عندما خرج من مكة والله يامكة انك لأحب بلاد الله الي الله وأحب البلاد الي رسول الله ولولا أن أهلك أخرجوني منك ماخرجت. اما الدكتور رشدي شحاته رئيس قسم الشريعة بكلية الحقوق جامعة حلوان فيقول ان الايمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل والايمان يبدأ بالشهادتين شهادة الا اله الا الله وأن محمدا رسول الله وهذا هو الشق النظري, أما الشق العملي فيتمثل في تنفيذ قوله تعالي أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وقوله أيضا وماأتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا وقوله تعاليفلا وربك لايؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم فهذه الآيات الكريمة تتطلب منا اذا كنا صادقين في ايماننا تنفيذ5 اجراءات هي اتباع سنته صلي الله عليه وسلم والاقتداء بسيرته والسير علي طريقته وحب قرابته وكثرة الصلاة عليه, وتساءل هل نفذنا ذلك الي ترجمة عملية لاثبات صدق ايماننا؟! فيجب علي كل مسلم أن يراجع تصرفاته وأقواله في تعاملاته مع نفسه ومع أهله وجيرانه فاذا وجد أنه يسير علي خطي الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم فيلفرح واذا وجد غير ذلك فتلزمه توبة وأوبه وعودة الي الاتباع السليم من خلال عقيدته دافعة وعبادة رافعة وخلق يعيش به بين الناس وذات يوم نادي النبي صلي الله عليه وسلم علي أحد أصحابه فلم يستجب ثم جاء بعد فترة فسأله الرسول لماذا لم تستجب؟ قال يارسول الله كنت في الصلاة فقال له ألم تسمع قول الله تعالي استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم أي يجب قطع الصلاة والاستجابة لرسول الله علاوة علي أنه تعالي أمرنا بالا نقدم علي رأي رسول الله رأيا وألا نرفع أصواتنا عليه حيا أو ميتا لقوله تعالي ياأيها الذين آمنوا لاترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولاتجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أ ن تحبط أعمالكم وأنتم لاشعرون فمن خلال تشريع هذه الأحكام يتضح أنه يجب علينا في هذه الأيام أن يكون قوله صلي الله عليه وسلم وفعله مقدما علي أي قول أو فعل لنا فضلا عن التزامنا بالخشوع والخضوع عند ذكر اسمه في أي مجلس كي نؤدي بعض حقه علينا.