انتهكوا جميع أوصال قرابة الدماء, واستباحوا كل معاني صلة الرحم, وتحولت الخصومة الثأرية بينهم إلي نار تأكل الأخضر واليابس دون أي اعتبار لقيم الدين, وأردوا أن يفطروا قلب أسرة كاملة علي ابنهاالذي لم يكمل العقد الثالث من عمره, فاجتمعوا مع بعضهم بمباركة شيطانية, وقرروا أن يقوموا بخطف الشاب, وطلب فدية نصف مليون جنيه, من أسرة الشاب التي تربطه بهم صلة قرابة وخصومة ثأرية في نفس الوقت,وسيحصلون علي مبلغ مالي كبير. وبارك الشيطان الاتفاق الملعون, للخفراء الأربعة الذين استعانوا بأحد البلطجية بطريق القاهرةأسيوط الغربي, ليكونوا عونا له في هذه الجريمة البشعة, واتصلوا بالشاب, وطلبوا حضوره إلي الحديقة الدولية بمدينة الفيوم, بحجة وضع حد للخصومة الثأرية بينهما, وإنهائها وعودة الود بين طرفي العائلتين, وبخدع الافاعي نجحوا في استدراج الشاب إلي تلك المنطقة, وقاموا بضربه وتقييده ووضعوه في شنطة, السيارة التي كانوا يستقلونها, وفروا هاربين. وفي اليوم التالي فوجئ والد الشاب باتصال هاتفي من الخاطفين, يخبرونه أن ابنه تم خطفه ويريدون فدية نصف مليون جنيه, لفك أسره, وعلي الفور قام شقيق الشاب المخطوف بإبلاغ الأجهزة الامنية, وظل الشاب غائبا لمدة شهر ونصف توالت فيها الاتصالات من الخاطفين, ومعها بحث الأجهزة الامنية لضبط الجناة. وكان اللواء سعد زغلول, مدير أمن الفيوم, قد تلقي إخطارا من العميد مصطفي عطوة, مأمور قسم الفيوم, بتلقيه بلاغا في13 ديسمبر الماضي من أحمد فرغلي,(38 سنة), مدرس, من قرية الغرق قبلي, بمركز اطسا, باختفاء شقيقه محمد فرغلي(29 سنة), فلاح, أثناء وجوده في مدينة الفيوم وفي اليوم التالي لواقعة الخطف تقدم والد المختطف فرغلي ط,(64 سنة), بالمعاش, ببلاغ إلي أجهزة الامن بأن الخاطفين اجروا اتصالا تليفونيا به وطلبوا فدية نصف مليون جنيه. قرر مدير الأمن تشكيل فريق بحث بقيادة العميد محمد الشامي, مدير مباحث الفيوم, وتم ابلاغ مصلحة الامن العام واستخدام التقنية الحديثة في تتبع اجهزة المحمول والاتصالات التليفونية. توصل فريق البحث إلي أن المجني عليه تعرض لواقعة الخطف في منطقة المشتل, في مدينة الفيوم وتمكن الفريق من الوصول الي بعض شهود رؤية وتحديد الجناة وبمتابعة الاتصالات التليفونية بمعرفة شركة المحمول تبين ان التليفون الذي يستخدمه الجناة بدون بيانات وبفحص النطاق المكاني تبين أنه في المنطقة الجبلية علي طريق القاهرةاسيوط الغربي في حدود مركز سمسطا بمحافظة بني سويف. وكشفت تحريات فريق البحث عن أن الجناة هم: امين.أ.أ,(35 سنة), فلاح, من مركز الفشن بمحافظة بني سويف, وسعد. د,(37 سنة), فلاح, من قرية كوم الرمل, مركز الفشن, ببني سويف, وهما يعملان كخفراء في المزارع الموجودة بالمنطقة. وبتكثيف التحريات التي أشارت إلي أن الجناة ارتكبا الواقعة بالاشتراك مع فلاحين هما عبد الجليل,(49 سنة), وفراج(43 سنة), فلاح, من قرية الغرق, بمركز اطسا, وتربطهم صلة قرابة بالمجني عليه, وأن سبب الخطف وجود خصومة ثأرية بين عائلة الخاطفين وعائلة المجني عليهتم الصلح فيها. وتبين أن الجناة استدرجوا المجني عليه الي منطقة الحديقة الدولية بحي المشتل في مدينة الفيوم وتعدوا عليه بالضرب ثم وضعوه في شنطة سيارة استخدموها في عملية الخطف وتوجهوا به إلي المنطقة الجبلية بين محافظتي الفيوموبني سويف. ألقت اجهزة الأمن القبض علي المتهم الرابع والذي اعترف تفصيليا بارتكاب الواقعة مع باقي المتهمين وأدلي بمعلومات عن مكان اختفائه وارشد عن مكان الاحتجاز للمجني عليه. تم التنسيق مع مصلحة الامن العام ومديرية أمن بني سويف وتقنين الاجراءات ومداهمة المزرعة المحتجز فيها المجني عليه وتحريره من الاختطاف والقي القبض علي المتهمين. وأكد المجني عليه انه طوال فترة الاحتجاز كان معصوب العينين ومقيدا بالسلاسل وان الجناة ساوموا والده علي عودته مقابل مبلغ مالي حددوه بنصف مليون جنيه. وكانت لحظة لقاء الاب والابن المخطوف مؤثرة وتدمي القلب والعين, فبعد أن ظن الوالد أنه لن يري إبنه مرة أخري, ظهر أمام عينيه مرة أخري ليجهش بالبكاء وسط تأثر كل الحاضرين. احيل المتهمون الي النيابة التي تولت التحقيق.