طبيب كلي أنهك نفسه في العمل السياسي, وكان أحد أولتراس حملة دعم البرادعي, ووجد نفسه أثناء الثورة في الصفوف الأولي للمتظاهرين.. إنه الدكتور محمد صلاح أمين عام حزب الثورة ذلك الحزب الذي ولدت فكرته في ميدان التحرير. الظروف قبل الثورة كانت ممهدة تماما لقيامها, فالناس كانوا يشعرون بالظلم, والقهر, وكان هناك حراك سياسي بدأ منذ عام2005 وبدأ يتصاعد مع وتيرة الأحداث, وبعد نجاح ثورة تونس تجدد الأمل في حصول التغيير. ويضيف محمد: لو كان النظام السابق قد تعامل بجدية مع مطالب جموع الشعب يوم25 يناير المتمثلة في عيش, حرية, عدالة اجتماعية لكانت الامور اختلفت, لكنه تعنت,ليكتب بداية نهايته ووتعامل بلهجة عدائية ظنا منه اننا شوية عيال وكانت شرارة الثورة قد اشتعلت بعد سقوط أول شهيد في السويس ووصلنا وقتها لنقطة اللاعودة بعد نجاح التنسيق لجمعة الغضب28 يناير, بدأ التنسيق الثوري بين المجموعات الشبابية لتحديد خطوط السير, والتصعيد, والدعوة لمليونيات أيام الأحد, والثلاثاء والجمعة. وأضاف: استقرت الأوضاع نسبيا بعد انسحاب الداخلية, ونزول الجيش, وتوافد أعداد ضخمة من المتظاهرين للأعتصام, ونشرت الصحف صور الشهداء بعنوان الورد اللي فتح في جناين مصر, وفي اليوم الذي ألقي المخلوع الخطاب الدرامي المؤثر بدأت الأمور تتصاعد وحدثت حالة من البلبلة حتي أن مصطفي النجار طلب من المعتصمين في الميدان أن يعطوا مبارك فرصة. وتوقعت الهجوم علي الميدان حين تحدث الصحفي عبد الله كمال وقال إذا كانوا يدعون مليونا للنزول, سنبعث لهم مليونين, وبالفعل حدثت موقعة الجمل, وأتذكر أن المسئول عن تأمين الميدان يوم الخطاب ليلا كان الرائد أحمد شومان, وكان متعاطفا جدا معنا وخطب في المعتصمين وقال لوكنت أريد فض الاعتصام لفعلت في أقل من ربع ساعة, فاطمئنوا لن يدخل عليكم أحد وتفاجأنا في صباح موقعة الجمل بتغييره ليظهر في مساء اليوم ويقف ويحمي الميدان ويطلق النار في الهواء, ويومها استشهد12, وأول من سقط كان مجندا للجيش وتابع: اشتعل حماس الشعب مرة أخري وبدأت الأعداد تتزايد بشكل كبير, وليلة الخميس كنا جميعا في القاهرة والمحافظات الأخري ننتظر خطاب المخلوع معتقدين أنه خطاب التنحي, لكننا تفاجأنا بخطابه الهزيل, ووقتها قررت أن أقود مسيرة إلي القصر الجمهوري ودعوت لها. وبعد صلاة الجمعة تحركنا من ميدان التحرير وكنا10 آلاف, لكننا وصلنا الي القصر أكثر من80 ألفا, وكان بعض أهالي مصر الجديدة والأماكن القريبة قد سبقونا واعتصموا ليلة الخميس, حتي جاء خطاب التنحي, وبعدها قررت تأسيس حزب سياسي باسم الثورة وجمعت توكيلاته كلها من شباب الميدان.