مثله مثل الكثير من الشباب الذي كان يحلم بالتغيير, ومنذ عام2005 بدأت تظهر ملامح الحراك السياسي في الشارع حتي تصاعدت في إضراب6 إبريل عام2008, وتوالت الاعتصامات والإضرابات حتي2010. خرج محمد عواد منسق حركة شباب من أجل العدالة والحرية يوم25 في مسيرة ناهيا التي تم تنسيق خط سيرها لتصل إلي ميدان التحرير, وكان يحمل معه أحلامه, وأفكاره الخاصة بالتغيير, والتي تبلورت بعد أحداث كنيسة القديسين, ونجاح ثورة الياسمين في تونس. يقول عواد: بدأنا التنسيق ليوم25 يناير بعد تزوير انتخابات مجلس الشعب2010, وكان عيد الشرطة يوما يرمز لوقوفنا ضد التعذيب, وضد وزارة الداخلية تحديدا. وكنا في2010 قد أقمنا فعالية رمزية في نفس اليوم أمام النائب العام, لكن الشرطة أحبطت الوقفة الاحتجاجية. وبعد ثورة تونس بدأنا نحلم بما هو أكثر خاصة بعد حادث القديسين, وفضح قضية سيد بلال حيث شعرنا أن هناك استجابة في الشارع, وكنا ننشر علي صفحات التواصل الاجتماعي شعارات بعنوان بكره جاي25.. يا عادلي هاتشيل الطين. في يوم25 يناير فوجئنا بالملايين التي نزلت للشارع ولبت الدعوة, وتطور الأمر من انتقاد الداخلية, والتعامل الأمني إلي محاسبة النظام علي كل انتهاكاته ضد المواطنين, وحين دخلنا إلي الميدان بالمسيرات المختلفة, بدأت الاتصالت تصلنا بأن هناك العديد من التظاهرات في المحافظات, وبعدها تعاملت الشرطة بعنف فخرج هتاف الشعب يريد إسقاط النظام, وقررنا الاعتصام, حتي تم اقتحام الميدان. استمر التجاهل من السلطة والتعامل الأمني المفرط للقوة علي مدار يومي26, و27 يناير وفوجئنا للمرة الثانية بصمود المواطنين معنا في التظاهر, فاجتمعنا مع النشطاء, وبدأنا التحضير لجمعة الغضب28 يناير, وقررنا أن تكون المسيرات من المساجد بعد الصلاة إلي ميدان التحرير, وصمدنا أمام قوات الأمن المركزي حتي انهارت في السادسة مساء, وأعلنت القوات المسلحة نزول الجيش إلي الشوارع وحظر التجوال, وفرضنا سيطرتنا علي الميدان, وقررنا الاعتصام, وبدأنا التفكير في آليات التصعيد, واعتصام المواطنين وحماسهم كان يعطينا أم لا في الاستمرار. ويضيف: لو كان مبارك يوم28 استجاب لمطالب الميدان, ولم يتعامل بهذا التجاهل لكان الوضع اختلف لكن الحمد لله أنه تمادي في التجاهل, وكل يوم كان يتجاهلنا فيه كانت تزداد حدة الغضب, فالميدان ضم جميع أطياف الشعب, وكل من كان لديه أزمة مع النظام, ويعاني من الظلم نزل إلي الميادين حتي امتلأت أغلب الميادين في المحافظات. وأعتقد أنه حتي لو كان خطابه يومها يحقق نوعا من الطمأنينة لكان هناك من سيظلون في الميدان, فالأزمات في السنوات الأخيرة في عهده كانت طاحنة, وتوغل الفساد في كل مكان في الدولة.. وفكرة المصالحة كانت مرفوضة خاصة بعد جمعة الغضب وما حدث فيها من قطع وسائل الاتصالات, والممارسات العنيفة للشرطة, والجيل الذي رضع ظلما كانت ثورة25 يناير بالنسبة له طاقة نور. وأردف عواد قائلا: لا يستطيع أحد أن يزعم أنه كان يوجه الناس ويقودهم, والقوي السياسية كانت لا تستطيع أن تتخذ قرارا إلا من قلب الميدان, وأنا كان دوري من29 يناير إدارة الاعتصام مع بعض الزملاء, وإدارة المنصة لإشعال حماس المعتصمين, والحفاظ علي استمرار الاعتصام, والحشد للمليونيات ورفع معنويات المعتصمين بعد كل خطاب محبط, وإشعارهم أنهم يقدمون أسمي ما عندهم للحصول علي أثمن شيء في الوجود وهو العدالة, والحرية, وأن إصرارهم وعزيمتهم أسقطت النظام بالفعل.