جاءت التغطية الإعلامية للتليفزيون المصري لحادث قطار البدرشين محبطة لعدد من الإعلاميين حيث أكدوا أن التليفزيون جاء متأخرا في تقديم الحادث بينما سبقته عدد من القنوات الفضائية التي وصلت إلي مكان الحادث وتصوير ما يحدث.. الأهرام المسائي تحدثت مع عدد من الإعلاميين حول تقييمهم لتغطية التليفزيون للحادث, وما إذا كان قد حدث تقدم عن تغطية الأحداث السابقة أم أنه ظل في نفس المستوي من تغطية الحدث, وقد جاء رأيهم في السطور الأتية: من جانبه قال الإعلامي طارق حبيب أن تغطية التليفزيون المصري دائما مترددة, حيث تأتي متأخرة وتختفي أحيانا بعض الحقائق رغم أن المسئولية الكبري لا يمكن انكار أنها مسئولية الحكومة, فكان لابد من توضيح الحقيقة, والابتعاد عن التحيز, وعدم إخفاء شيء, لأنه من حق المشاهد أن يعرف كل شيء. وأضاف أن القنوات الخاصة المختلفة قد تنافست في تغطية الحادث الأليم بشكل واضح وملحوظ فذهب البعض وصور الأحداث كما وقعت, وتحدث مع المصابين والمسئولين, بينما اكتفي الآخرون بنقل ما بثته الشاشات, وهذا إن دل فهو يدل علي أن الإعلام ليس موحدا, فبعضهم يهتم بكل كبيرة وصغيرة, ويقدم للمشاهد كل الحقائق بدون تعتيم, بينما الآخرون يهملون ذلك, ويفضلون الموضوعات المثيرة الجاذبة للإعلانات. بينما قال الإعلامي محمود سلطان أن تغطية الأحداث كانت علي المستوي العادي, وكان من المفترض أن تكون لدينا علي الأقل أجهزة بث من مكان الحادث, وذلك حتي لا نتأخر عن القنوات الأخري, خاصة وأن المنافسة لم تعط فرصة لأي شخص لان السبق هو القاعدة في التغطية. وأشار إلي أنه كان من الضروري أن يصل التليفزيون للتغطية بأسرع وقت ممكن, لكن التأخير في التغطية يضر بأي وسيلة إعلامية, كما أنه من المهم جدا أن نأخذ عظة من جميع الأحداث الماضية ونستفيد من دروس الماضي في تغطية الأحداث القادمة. فيما أكد د. فاروق أبو زيد أن تغطية التليفزيون لحادث قطار البدرشين كانت تقليدية حيث تم تناولها بطريقة لا تضخم منها ولا تعطيها أهمية كبري, وذلك حتي لا تكشف فشل الحكومة, ولكنه عالجها بطريقة هادئة فلم يطالب بإقالة رئيس الوزراء مثلما طالبت القنوات الخاصة.. وأضاف فيما يخص القنوات الفضائية الخاصة فقد تفردت قناةontv بنقل الحدث بشكل متميز, حيث أرسلت فريقا لموقع الحدث, وانفردت بالصور السريعة والفورية للحادث, والتي نقلت عنها كل المحطات, مؤكدا أن مثل الحوادث تكون فرصة لكشف تميز بعض المحطات عن الأخري. أما الإعلامي حمدي الكنيسي فقد أكد أن السرعة في تغطية الحادث أمر افتقده التليفزيون المصري, بينما توافر في إحدي القنوات الخاصة, وهو ما أدي إلي خصم ذلك من التغطية الرسمية للحادث, أما ما بعد ذلك فقد تمت التغطية بشكل تفصيلي أكثر خاصة وأن الحادث ليس هناك من يتهم بتدبيره حتي تظهر آراء معارضة ومن ثم فإن التليفزيون الرسمي أتاح الفرصة لجميع الآراء. وتعليقا علي ذلك قال إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار لقد تعودنا دائما علي التربص بالإعلام المصري, ومهما قدمنا سيقولون أننا لم نفعل شيئا وهو أمر يثير ضيقنا, مشيرا إلي أنه لايرسل فريق عمل إلا بعد التأكد من وقع الأزمة وفور التأكد قمنا بإرسال فريق التصوير إلي موقع الحدث الذي ظل هناك من الساعة الواحدة صباحا وحتي اليوم التالي. وأضاف لا يهمني من سبقني ولكن المهم بالنسبة لي أن يكون الخبر صحيحا أولا لتقديمه علي الشاشة, وبمجرد التأكد كان فريق العمل موجودا في موقع الحدث, وقبل وصوله كانت التغطية قد بدأت. من ناحية أخري أعلن شكري أبو عميرة رئيس التليفزيون في بيان له أنه فور حدوث حادث البدرشين الساعة1,15 صباح الثلاثاء تمت إذاعة الخبر وتغطيته كاملا علي جميع قنوات التليفزيون, كما تم القطع علي فيلم إسماعيل يس الذي كان يذاع علي شاشة القناة الثانية وتمت تغطية الحادث أولا بأول بالتنسيق مع قطاع الأخبار من موقع الحادث وبالتعاون مع الجهات المختصة ووزارات الصحة والنقل والتأمينات الاجتماعية ومحافظة الجيزة وهيئة الإسعاف المصرية, كما تم تغيير الخرائط البرامجية لتواكب الحدث ووضع شارة الحداد أعلي الشاشة.