أيام مرت من الضربات الجوية التي قامت بها فرنسا ضد الجماعات المسلحة في مالي والتي تحتل منذ عام تقريبا النصف الشمالي للبلاد والذي يعطي لهم فرصة أكبر للاقتراب من العاصمة باماكوذات الموقع الاستراتيجي والبوابة للدخول إلي الجزء الجنوبي الذي تسيطر عليه الحكومة والجيش الضعيف لم تتحمل فرنسا المستعمر القديم في أواخر القرن التاسع عشر والجزء من السودان الفرنسي السابق ان تري هذه البقعة الغالية علي يد مسلحين خاصة ان مالي غنية بمواقع للذهب واليورانيوم والزراعة فقررت شن حملة عسكرية شاملة ضد المتمردين بمساعدة الاتحاد الافريقي وبعض الدول الأوروبية التي أعلنت مشاركتها في العملية عن طريق الدعم اللوجيستي وستقوم خلال ساعات بالعملية البرية وكانت بدايتها الاشتباك الذي حدث أمس في بلدة ديابالي. والجماعة الإسلامية في مالي تحمل اسم حركتي التوحيد والجهاد الموجودة في غرب افريقيا وأنصار الدين وكذلك من القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذين يسيطرون علي ديابالي وبلدات ومدن أخري. ونتيجة للعمليات العسكرية الحالية قررت الرد ولكن اختارت ملعبا آخر خارج الحدود وهو الجزائر, حيث قرر تنظيم القاعدة الانتقام من الدول المشاركة في العملية العسكرية وقرر احتجاز رهائن بلغ عددهم150 رهينة تبين من جنسيتهم انهم يعملون في حقل بترولي بينهم أمريكيون وفرنسيون ويابانيون ولذلك أعلنت جماعة الملثمين بقيادة مختار بلمختار زعيم كتيبة الموقعون بالدماء عن تنفيذ هجوما مسلحا علي القاعدة البترولية قرب منطقة عين أمناس جنوبالجزائر امس وتمكنت من إحكام السيطرة علي مجمع تابع للمنشأة يضم سكنا مخصصا للأجانب, وقتل فرنسي وبريطاني وطالبوا بالإفراج عن معتقلين لهم ووقف العمليات العسكرية في مقابل الحفاظ علي سلامة الرهائن. السؤال الآن: ما هو موقف الجزائر من الوضع الحالي بعد ان اعلنت عدم التفاوض مع الخاطفين وكيف ستستعيد الرهائن؟ هل ستشترك بشكل مباشر في العمليات ردا علي الموقف الصعب الذي تتحمله نتيجة عدم قدرتها علي حماية الأجانب العاملين بها أم ستترك العنان للدول الغربية تفعل ما تشاء في مالي, فعلي الأقل سيكون المكسب هنا القضاء علي المتمردين في مالي وتنظيف الحدود لكي تصبح أكثر أمنا خاصة في منطقة الساحل والصحراء.