تعرضت في مقالي السابق لضرورة أن تكون وزارة الداخلية حصنا للأمن والأمان لمحاربة الفوضي والطامة الكبري أن تأتيها الفوضي من داخلها لنري اعتصاما هنا وإضرابا هناك وهذا مالم تعرفه الشرطة المصرية منذ إنشائها في مطلع القرن العشرين ويطعن في النظرية الحاكمة لدورها في المجتمع ولقد حاول وزير الداخلية السابق احتواء هذه الظواهر السلبية قدر استطاعته والكرة الآن في ملعب الوزير الجديد اللواء محمد ابراهيم فالتحدي الأكبر أمامه الآن هو ضبط الانفلات الانضباطي داخل الوزارة حتي ينجح في مواجهة الانفلات الأمني في شوارع مصر من الأسكندرية إلي أسوان. وأقول للوزير اعمل مخلصا للداخلية وكأنك وزير حتي آخر يوم في حياتك واضرب بيد من حديد علي أيدي المنتفعين بمواقعهم واسند الأمر لأهله من أهل الخبرة ولا تركن لاهل الثقة فهؤلاء أوردوا مصر المهالك منذ عام.1952 إذا عملت بمنهج أنك ماكث شهرين وأدرت الوزارة بسياسة عدي ياليلة فلن تترك بصمة يذكرها لك التاريخ ولذا فإنه بالرغم من قصر مدة عمل هذه الوزارة افتح ملف هيكلة الداخلية بقوة أجر هذه الجراحة لتعيد العافية لجهاز الأمن ويسكن الاستقرار من جديد شوارعنا وقد لا يعرف الكثيرون معني الهيكلة. فقد ساد اعتقاد خاطئ لدي النخبتين السياسية والإعلامية انها تطهير الوزارة من رجال حبيب العادلي وهذا هو الخطأ يعينه فرجال العادلي هم الدائرة الضيقة المحيطة به والمنتفعة بوجودهم من حوله وهؤلاء تقاعدوا علي مراحل بعد القبض عليه ولا يوجد أحد منهم في الخدمة الآن. هيكلة الداخلية ياناس ياهووه هي هيكلة ادارية بمعني ان هناك تكرارا وازدواجية في مجموعة من الوظائف العليا تم انشاؤها خصيصا لمجاملة المحظوظين الذين يرضي عنهم الوزير. علي سبيل المثال لا الحصر منصب مساعد أول الوزير لمنطقة جغرافية ما مثل وسط الدلتا أو شمال الصعيد................... الخ. المحظوظ الذي يتولي هذا المنصب لا يفعل سوي أن يذهب لمكتبه الفخم ومخصصة له أربع سيارات وقودها وصيانتها علي حساب الوزارة بالاضافة إلي جيش جرار من الضباط والأمناء والعاملين المدنيين يعملون في مكتب سيادته كسكارتارية. ثم تأتي المفاجأة عندما نعلم أن سيادة المساعد أول لا يفعل سوي أن يلتقي تقارير الجهود الأمنية من3 أو4 مديري أمن تابعين للمنطقة الجغرافية التي يترأسها ثم يرسلها للوزير. وهنا يتفجر السؤال غيظا... ما هو العمل الذي يؤديه المساعد الأول؟... بالإضافة إلي إرسال الجهود الأمنية يحضر ممثلا للوزير في الاحتفالات الرسمية التي تقيمها المحافظات الواقعة في منطقته الجغرافية... مثل وضع أكاليل الزهور علي قبر الجندي المجهول وغيرها. الهيكلة تلغي هذا المنصب لتوفر100 مليون جنيه اعتمادات مخصصة له سنويا, يمكن بها اصلاح الأحوال المالية لآلاف الأمناء وجنود الدرجة الأولي. وعلي غرار منصب المساعد أول تأتي مناصب أخري مماثلة هدف العقلية التي أنشأتها تكريم المحظوظين بشغلها ماديا ومعنويا مثل مساعدي الوزير للأمن الاجتماعي ولأمن المنافذ وللشرطة المتخصصة. إذا امتلك اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية جرأة الجراح فإنه يستطيع أن يحقق في شهرين مالم يستطع اسلافه في عامين.