كانت فتاة مثالا للجمال والروعة وحسن الخلق, متعلمة ولاتعمل, لكنها تعلمت كيف تصبح ربة منزل ممتازة من والدتها التي يتندر بها كل أهالي المنطقة, وكان كل شباب القرية يتمنون مجردالحديث مع الفتاة الجميلة حتي أن أحدهم وهو ابن أغني أغنياء الحي لم ينم ليلته يوم أن قام بتحيتها أثناء زيارته للقرية فردت عليه بأحسن منها, ورغم تهافت الخطاب عليها إلا أنها كانت تتمسك بجملة قالها لها والدها رحمه الله وهي( نفسي اجوزك راجل أصيل لوزعلك مش هيقسي عليكي) لذا عندما جاء لها رجل اعتقدت انه يحمل نفس الصفات تمسكت به دون أن تعرف إن كان وسيما أوغير ذلك, فيكفي أنه من عائلة ريفية محافظة متعلم ولكنه لايعمل, ولدية قطعة أرض ورثها عن والده يقوم بتأجيرها لمزارعين وعندما تقدم اليها العريس لم تتردد هي ووالدتها في الموافقة عليه بعد أن قام عمها وولي أمرها باخذ رأيهما فيه بعد موافقته شخصيا وفي الموعد المحدد تمت قراءة الفاتحة والاتفاق علي موعد الخطبة. وبعد أشهر قليلة تم عقدالقران والزفاف في حضور الأهل والاصدقاء من أقارب وأحباب العروسين, وبدأ الزوجان حياتهما بتقديرواحترام لبعضهما البعض, حتي أن الزوج لم يجد أي فرصة لإابداء ملاحظة لاتعجبه من شريكة عمره ليعطي لها تعليماته, التي أوصته والدته بها, عند صدور أي فعل لاترضي عنه من زوجته حيث كان هو من يحاول أن يكون رد فعله مناسبا لزوجته الكريمة والمعطائة و الحنونة والتي منحته جرعة عالية من الحب لاتنفد أبدا, حتي أنه كان يحب كل الناس وتحول من شخص عنيد إلي شخص طيب يحسن إلي الجميع حتي من يسئ إليه يجد نفسه يتسامح معه فاصبحت حياته كلها مليئة بالود والاحسان, فصارت الحياة أكثر بهجة وإشراقا. ومرت الأيام والشهور والعام الأول من الزواج وكأنه يوم واحد وكان يشعر بالقلق, خوفا من أن يصيب زوجته أي مكروه ينعكس علي حياتهما إلاانه لم يكن يستسلم لهذا القلق إذ كانت جميلة الجميلات دائما إلي جواره تمنحه الحب والحنان. ومرت السنون علي الزوجين بعد أن اعتادا علي الحياة مع بعضهما البعض دون ثالث وقاما بأداء العمرة معا وهكذا استمرت الحياة إلي أن جاءت ليلة حزينة بعد زواج دام أكثر من20 عاما تسببت في حدوث أول مشكلة حقيقية بين الزوجين عندما زارت ابنة خالة الزوج الأرملة منزل والدته( خالتها) للاطمئنان عليها وفتحت معها موضوع ابن خالتها وزوجته وكيف انهما يستطيعان الانجاب باعتراف الأطباء لكنهما لم ينجبا حتي الآن بعدان وصل الزوج إلي سن الخمسين والزوجة إلي48 عاما. وأثناء الحديث أخذت الخالة رأي إبنةشقيقتها أن كانت تقبل الزواج من ابنها حتي لوكان عرفيا حتي تنجب له طفلا يملأ عليهم حياتهم كماقالت الخالة فلم تمانع ابنة الخالة شريطة أن يكون زواجا رسميا امام الجميع. وعاد الزوج من زيارة والدته سريعا الي زوجته وبعدان تناولا طعام العشاء فاتحها مباشرة في اقتراح والدته بتزويجه من ابنة شقيقتها الأرملة حتي ينجب مؤكدا لزوجته بأنه في حالة إنجابه من ابنه خالته فسوف يطلقها علي الفور وسوف يأخذ الطفل منها ليكون ابنهما خاصة أن ابنة خالته لها أولاد من زوجها المتوفي يعيشون مع والدتها. كان الزوج يتحدث مع زوجته في كل ذلك بينما هي لاتعلق علي اي كلمة يقولها ولكنها كانت تفكر في عمرها الذي ضاع هدرا مع انسان يحمل كل هذه الأنانية في داخله بينما ظل يخدعها لمايقرب من30 عاما وعندما جاءته الفرصة لم يتردد في استغلالها بعد أن تأكد من اضاعة فرصة الانجاب عليها ويريد أيضا أن يطلق ابنة خالته بعد أن ينجب منها فكانت تقول في نفسها لهذه الدرجة خدعت كل هذه السنين. لم يكن في ذهن وفاء إلا كيفية الخلاص من هذا الرجل مهما كانت الظروف. فقامت برفع دعوي خلع أمام محكمة الأسرة بكفرالشيخ حيث تم استدعاء الزوج الذي اعلن تمسكه بزوجته ولكنه تمسك بزواجه من ابنة خالته في نفس الوقت وأعلنت الزوجة امام المحكمة انها خدعت في هذا الزوج وتريد الخلع منه وهي مستعدة للاستغناء عن كل ماكان يربطها به حتي قائمة المنقولات وما تبقي عندها من أشياء أحضرتها هي من منزل أسرتها وقت زواجها فاستجابت لها المحكمة التي بكي أعضاؤها من تأثرهم بماحدث بينما خرج الزوج غير نادم علي شيء ولايفكرإلافي شيء واحد فقط وهوكيفية الزواج من الأرملة بينما يوهم نفسه بأنه يرضي والدته وسوف يكون ابا لابناء قريبته الأرملة وسوف ينجب منها بل كانت نفسه تحدثه بأنه أضاع عمره هباء مع الزوجة القديمة التي باعته( برخص التراب).