يروي أن الخليفة المأمون عندما حضر إلي مصر لاخماد ثورة المصريين الأقباط وعصيان البدو, وبعد أن هدأت الأحوال صار يطوف بالبلاد يتفقد أحوال الرعية, ومر بضيعة وتسمي( طاء النمل) فلم يدخلها لحقارتها, وجاءته عجوز اسمها(ماريا) هي صاحبة الضيعة وأخذت تصيح عليه فوقف وسألها عما تريد فقالت: يا أمير المؤمنين, نزلت في كل ضيعة تجاوزت ضيعتي, فأتوسل إليك أن تشرفني بحلولك في ضيعتي كي لا تشمت بي الأعداء. فأجابها المأمون إلي طلبها, وقدمت له ولابنيه المعتصم والعباس ومن معهم من فاخر الطعام شيئا كثيرا, فلما أصبح الصباح وقد اعتزم الرحيل حضرت إليه ومعها عشر وصيفات في يد كل واحدة طبق, فقال المأمون لمن معه: جاءتكم القبطية بهدية ريفية. وإذا في كل طبق كيس من ذهب, فأمرها باعادة الهدية, فقالت له: لاتكسر قلوبنا ولاتحتقرنا يا أمير المؤمنين. فلم يسعه إلا إجابة طلبها, ثم سألها: من أين لك كل هذا؟ فأجابت: يا أمير المؤمنين. هذا( وأشارت إلي الذهب) ثم انحنت فتناولت حفنة من الطين رفعتها في وجه المأمون لتقول: من هذا.. ثم من عدلك يا أمير المؤمنين. أحمد محمد صالح بورسعيد المدير العام بالتعليم سابقا رابط دائم :