أكدت هيئة الأرصاد الجوية وصول السحب البركانية الناجمة عن بركان إيسلندا لبلدان البحر المتوسط ومنها مصر غدا الاربعاء وأن مصر ستتعرض لسحابة بركانية بشكل محدود مع زيادة السحب المتوسطة والمنخفضة المصحوبة بسقوط الأمطار الحمضية وهو ما رصدته الهيئة. يأتي ذلك في الوقت الذي تم فيه إلغاء104 رحلات جوية بالمطارات المصرية وتنفيذ163 رحلة من بين267 رحلة تقل20 ألف سائح, وقامت غرفة عمليات وزارة السياحة بمتابعة حالة السياح المحاصرين في مصر جراء إلغاء بعض الرحلات الجوية, ووصلت نسبة الاشغال بفنادق شرم الشيخ إلي98%, وفي دهب إلي86%, ودخل الفا سائح في البقاء الاجباري في أسوان واضطر محافظها إلي إعداد برامج سياحية إضافية لهم حين التشغيل الكامل للمطارات. وقال الدكتور علي قطب رئيس مركز التحاليل الجوية بهيئة الأرصاد إن4 دول عربية ستتعرض للرماد البركاني مع مصر هي: سوريا والأردن ولبنان وفلسطين. وقالت د.رباب هلال رئيسة قسم أبحاث الشمس بالمعهد القومي للأبحاث الفلكية والجيوفيزيقية أن حجم التعرض في مصر يتوقف علي استمرار تصاعد الأبخرة من البركان وحدوث نشاط لسرعة الرياح وقوة اتجاه الرياح, موضحة أن الموقف يتغير من يوم إلي آخر. وقطع العالم المصري فاروق الباز مدير مركز أبحاث الفضاء بجامعة بوسطن باحتمالية تعرض الأجواء المصرية للسحب البركانية. ومن جانبها قالت أميمة الحسيني المتحدثة الرسمية بوزارة السياحة ورئيسة لجنة الأزمات إنه تمت متابعة الموقف بدقة في مختلف المناطق السياحية. من جانب آخر, قامت غرفة الفنادق بتشكيل غرفة عمليات لمتابعة موقف السائحين في الفنادق, حيث أكدت هالة الخطيب أمينة عام الغرفة أنه تم تعميم منشور علي الفنادق بعدم رفع أسعار الاقامة للسائحين الذين الغيت رحلاتهم. وقالت إن هناك تنسيقا مع وزارة السياحة, حيث تقررت معاقبة أي فندق يرفع الأسعار نتيجة زيادة الطلب علي العرض تقليدا لما قامت به فنادق الدول الأخري مثل إنجلترا وفرنسا. وأوضحت أن الفنادق المصرية لم تتأثر من جراء هذه الأزمة سواء من الخسائر أو الأرباح ولولا حرص وزارة السياحة والغرفة علي السائحين لكان من الممكن أن تحقق الفنادق أرباحا طائلة, حيث ارتفاع نسبة الاشغالات نتيجة بقاء السائحين الذين انتهت مدة إقامتهم وبيعها الغرف بأسعار مختلفة عن منظمي الرحلات. وقالت: استقبال الفنادق لسائحي الدول التي لم تتأثر مطاراتها جعل نسبة الاشغال تصل إلي100% في غالبية الفنادق. وفي محاولة لتدارك أزمة الركاب بشركة مصر للطيران والعالقين بمطار القاهرة الدولي, قامت الشركة أمس بتسيير رحلات إلي كل من روما وميلانو ومدريد وبرشلونة لاستيعاب أكبر عدد من الركاب الذين قاموا بتغيير وجهات سفرهم, وقامت الشركة بتكبير طرازات الطائرات. وصرح الطيار علاء عاشور رئيس مجلس إدارة شركة مصر للطيران للخطوط الجوية بأن الشركة تبحث جاهدة عن بدائل لتسفير الركاب بسبب غلق معظم المطارات الأوروبية لحين انتهاء أزمة إعاقة الرماد البركاني لحركة الطيران داخل المجال الجوي الأوروبي. وقال إن الشركة في اليوم الخامس للأزمة ألغت10 رحلات جوية إلي المطارات الأوروبية: فرانكفورت, ودوسلدورف, وبرلين, وميونيخ, وباريس, ولندن, وبروكسل, وأمستردام, وميلانو, وفيينا. وصرح سامح حفني رئيس سلطة الطيران المدني المصري بأن الحركة يتم متابعتها في الدول الأوروبية عن طريق غرفة إدارة الأزمات لمتابعة الأمر أولا بأول. وأضاف أن شركات الخطوط الأجنبية المتجهة إلي أوروبا من المطارات المصرية ألغت رحلاتها منذ بدء الأزمة. وفي أسوان تعاملت المحافظة بصورة حضارية مع السياح من خلال مجموعة من البرامج الإضافية, وقال المحافظ مصطفي السيد: إنه سيتم فتح المسرح الصيفي الذي يتوسط المراسي السياحية مع قيام فرق الفنون الشعبية والنوبية بتقديم حفلات يومية, وأكد أنه يتم حاليا التنسيق مع وزارة السياحة لبحث سبل مخاطبة الشركات السياحية المسئولة عن رحلات السياح المتضررين لتلبية احتياجاتهم. واتخذت الأوضاع ملامح مختلفة في جنوبسيناء, حيث عبر عدد من السياح عن فرحتهم لمد إقامتهم علي نفقة شركات السياحة, وقال عدد من السياح منهم الايطالية هيلينا كارلو والروسي جورباتشو كاسباروف, والانجليزي جورج التون إنه رغم أجواء أزمة الرماد البركاني وإلغاء الرحلات فإن بقاءهم في مصر كان فرصة للاستمتاع باستمرار ببرنامجهم السياحي. وقال محمد عبدالفضيل شوشة محافظ جنوبسيناء أنه تم وضع جميع الترتيبات لاستيعاب الزيادات وحسب تصريحات عادل كساب مدير إدارة الأزمات والطواريء أعطي المحافظ تعليماته لمتابعة أحوال السائحين وحل أية مشكلات تواجههم, وقال إن16200 سائح غادروا مطار شرم الشيخ أمس. من جانبه نصح الدكتور مجدي بدران استشاري الأطفال عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة بعدم خروج مرضي الصدر والحساسية من المنزل, وأنه في حالة الاضطرار للخروج فانه يجب استخدام كمامات وغسل الوجه والرأس وتنظيف الأنف باستمرار وتغطية أجهزة التكييف وإحكام غلق النوافذ والأبواب.
