حلمت بالزواج مثل باقي قريناتها من فتيات القرية, فتحقق لها ما أرادت وتزوجت في ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة, فرح بها الجميع, وبعد الزواج راودها حلم الأمومة والإنجاب منذ الأسبوع الأول من زواجها. لم تترك عيادة خاصة لطبيب أو مستشفي عام إلا وذهبت إليه.. حتي باب العرافين وقارئي الطالع طرقته, لأنها تعرف أن إنجاب طفل أيا كان سيبقيها زوجة أبدية مقدسة لدي زوجها, خاصة إذا كان المولود ذكرا, وما أدراك ما الولد في قري الصعيد, فالجميع يفضلون إنجاب الذكور علي الإناث, وهذا ضمن العادات الراسخة لديهم. لم تتحمل ناهد عدم الإنجاب وبدأت في التفكير في خطة تختلق بها أنها تنتظر مولودها الذي حملته بين أحشائها, معلنة بداية مهمة الأمومة المقدسة. وبمرور الأيام أتت فرصة لزوجها بالسفر إلي دولة خليجية وبدأ في إجراءات الرحيل وأوصاها بنفسها, بعد أن زفت له خبر حملها, وقالت له وهي تودعه: متنساش تطمن عليا وعلي ابنك.. وقابل هو طلبها بفرحة عارمة, وكان يقوم بالاتصال بها كل ليلة للاطمئنان عليها وعلي الجنين. وبمرور عدة أشهر لم يتحمل الانتظار, وقبل الميعاد المحدد لزوجته لوضع المولود, حجز تذكرة السفر ليكون أول من يشاهد ابنه الذي يتمناه وأول من يستقبله, ولما علمت زوجته بموعد حضوره بدأت تفكر في الكارثة التي وقعت فيها بعد أن خدعته واختلقت قصة حملها, وبدأ شيطانها يعاونها علي التفكير في الخروج من المأزق بالانتحار وإنهاء معاناتها المؤلمة. قتل التفكير ناهد, ولكنها اهتدت إلي حيلة شيطانية بعد أن علمت أن إحدي جاراتها ستضع مولودا بعد أيام وتربصت بها, وعند دخول جارتها إلي مستشفي سوهاج التعليمي وضعت طفلا ذكرا. قامت ناهد بزيارة جارتها وتظاهرت بالخروج والمغادرة, إلا أنها قامت بمغافلتها وخطف رضيعها وحاولت الفرار, إلا أن والدة الطفل اكتشفت غيابه وصرخت بأعلي صوتها للنجدة, وقام رجال أمن المستشفي بمطاردة السيدة وتمكنوا من القبض عليها وبحوزتها الطفل. وأمام اللواء محسن الجندي, مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج, اتهم والد الطفل ب. ع20 سنة حاصل علي دبلوم ومقيم بقرية العساوية بالمنشاة ناهد. ع20 سنة بخطف نجل شقيقه البالغ من العمر ثلاثة أيام في أثناء وجود والدته بالمستشفي لإجراء بعض الفحوصات الطبية بقسم النساء والتوليد. وبمراقبة الأبواب وتشديد الإجراءات, خاصة علي السيدات أثناء عملية الخروج, تمكنت الخدمات الأمنية المعينة لتأمين المستشفي بمساعدة بعض الأهالي من ضبط ناهد وبحوزتها الطفل.. وبمواجهتها عللت ذلك بخشيتها من زوجها الذي سيغضب بشدة لتأخرها في الإنجاب, وأنها فعلت ذلك لإرضائه, خاصة أنه يرغب في إنجاب طفل ذكر. تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة التي تولت التحقيق.