لاشك أن الجلوس أمام كاميرات التليفزيون تحت الإضاءة أصبح أمرا مرغوبا لذاته.. يسعي إليه الجميع طمعا في الشهرة.. وهي طريقة أسرع من الطرق القديمة.. الإذاعة والصحافة.. وليس مهما ما تقوله.. المهم إحساسك بأنك تتحدث أمام جماهير عريضة.. وهذا الإحساس لا يفارق المتحدث أبدا حتي إنه يبدأ حديثه بشكر مقدم البرنامج ثم المشاهدين إللي شايفنا دلوقت وقد أصبح اليوم هناك قنوات متخصصة قنوات مع فئة وقنوات مع فئة مضادة.. ولكل توجهاته الخاصة ولا مانع من السباب وقد خرج علينا أخيرا أحدهم من المتعصبين ليسب الفن والفنان بعد أن لاقي شهرة عريضة نتيجة سبه لإحدي الفنانات.. هذه الشهرة لم يجد مانعا من استثمارها ومدها إلي الفن عموما فوصفه بالقذارة نعم.. وصف الفن بهذه الصفة حيث قال إنه ومن معه سيقفون ضد قذارة الفن بل وراق له أن يجعل نفسه زعيما لفصيل طالبه بأن ينظم مسيرة حاشدة إلي نقابة الممثلين لتنظيف الفن!! ولاشك أن هذا المتشدد قد راق له ما حدث من حصار للإعلاميين أمام مدينة الإنتاج الإعلامي فلم يجد مانعا من حصار الفنانين أيضا! هل وصل الأمر إلي أن تصبح المسألة بهذه السهولة؟ وهل وصل الأمر أن يهاجم رجل كهذا أهم ما أنتجته مصر في تاريخها المستنير المتحضر وهو الفن عموما.. سواء في السينما أو التليفزيون أو الإذاعة؟ فمنذ العصر الملكي ومصر تأخذ دور الريادة في المنطقة العربية.. بل وننافس دولا عالمية في السينما والفن عموما.. واضعة في اعتباراها أن للفن رسالة.. ورسالة سامية وأنه الطريق الأجمل لبث القيم العليا والأخلاقية في المجتمع.. وقد عبر عن هذا الشاعر الراحل صالح جودت علي لسان محمد عبد الوهاب في معني موجز الدنيا ليل والنجوم طالعة تنورها نجوم تغير النجوم من حسن منظرها ياللي بدعتوا الفنون وعرفتوا أسرارها دنيا الفنون دي جميلة وانتوا أزهارها والفن لحن القلوب يلعب بأوتارها والفن دنيا جميله وانتو أنوارها. نعم فالدنيا ليل بغير الفن.. والفن هو نورها الساطع وهو أزهارها البديعة وهو العازف الدائم علي أوتار القلوب!. لا أعتقد أن أحدا يمكن أن يطفئ شعلة الفن مهما فعل فالفن مكون أساسي للقلب وللعين وللأذن.. وهو شريكنا وصديقنا الصدوق في رحلة الحياة. [email protected] رابط دائم :