علي الرغم من الفرحة التي سادت أسوان عقب الإعلان عن التخلص من سموم مصرف السيل بقرب الانتهاء من المشروع الكبير الذي سيقضي تماما علي تلوث النيل بعد50 عاما من إهماله. وهو المشروع الذي بشر به الأهرام المسائي أهالي أسوان أمس, إلا أن شركة مياه الشرب والصرف الصحي ستبقي صداعا في رأس المسئولين بالمحافظة, وخاصة لعدم استجابتها لمطالب المحافظ بحل مشاكل الجماهير. فطوال الفترة التي قضاها المحافظ اللواء مصطفي السيد بالقاهرة بعد استقالته منذ شهرين, لم تشهد مدينة أسوان تحديدا هذه الكسور المتكررة في الخطوط, ومنذ عودته إلي أسوان بدأت الألاعيب الخفية تظهر مرة أخري, ففي اليوم الأول لوصول المحافظ منذ اسبوعين تعرض خط مياه كورنيش النيل للانفجار المفاجيء,لتتوالي بعده الكسور في كل الأحياء وآخرها ماحدث أثناء زيارة وزير الأوقاف الأخيرة إلي أسوان, حيث انفجر خط مياه مزلقان السيل وتحولت المنطقة إلي بركة كبيرة من المياه,تعدل بسببها مسار الزيارة إلي منطقة الصداقة والتي لم تسلم هي الأخري من انفجار خط للمياه كان في استقبال الضيوف عند تفقدهم مشروع مساكن الأوقاف المعروفة بمساكن الإيجار الدائم!!! هذه الانفجارات المتتالية أثارت العديد من علامات الاستفهام والتساؤلات حول وجود طابور خامس داخل شركة مياه الشرب والصرف الصحي إما يريد عزل رئيسها أو إحراج المحافظ وإظهاره في شكل سيئ أمام المواطنين بعد عدوله عن الاستقالة. وطالب المواطنون وزير المرافق الدكتور عبد القوي خليفة بإعادة هيكلة إدارة الشركة التي أصبحت تضر أكثر مما تفيد, خاصة وقد تحولت معظم الشوارع في أسوان إلي حفر ومطبات ومصائد للأهالي ووسائل النقل. ونبدأ من اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان الذي أكد دعم الحكومة ووزارة المرافق لمشروعات الصرف الصحي ومياه الشرب بالمحافظة, حيث تصل جملة التدابير المالية إلي نحو141 مليون جنيه منها43 مليون جنيه لمشروعات المياه و98 مليون جنيه لمشروعات الصرف الصحي, وقال المحافظ إن الدكتور عبد القوي خليفة وزير المرافق سوف يزور أسوان قريبا لتفقد الأعمال الجارية, حيث كان حريصا علي توفير الإعتمادات المالية للمشروعات في العام المالي الحالي, في ظل أن هناك شبكات وخطوطا لم تجدد منذ30 عاما. أما المواطنون فقد اختلفت أراؤهم حول مايحدث في مدينة أسوان حيث قال عبد الرحمن حنفي موظف إنه يشك في أن هناك شيء غامضا يدور في كواليس الشركة المسئولة عن مياه الشرب والصرف الصحي, فطوال فترة غياب المحافظ لمدة شهرين لم نشهد انفجارا واحدا لخط ما, علي عكس مايحدث الآن, وكأنه أمر مدبر لإحراج الحكومة والقيادة السياسية, وطالب حنفي وزير المرافق بضرورة إجراء تغيرات إدارية واستبعاد المقصرين والمتعمدين في إلحاق الضرر بأهل أسوان, خاصة وإن الحفر أصبحت علامة مميزة لمعظم الشوارع. وقال جمعة مختار بالمعاش: يجب أن نتصدي جميعا لهذه الممارسات التي تشوه واجهة أسوان الحضارية والسياحية, خاصة ونحن في بداية موسم سياحي ينتظره الجميع فيما هو معروف بالسياحة الداخلية, ولايصح أن تكون شوارع المدينة بهذ الشكل, ويتساءل لماذا مدينة أسوان بالتحديد دون مراكز المحافظة التي تتعرض خطوطها سواء في مياه الشرب أو الصرف الصحي لمثل هذه الكسور, ويتشكك مختار في أن هناك بعضا من العاملين يقومون بمضاعفة ضغط مياه الشرب المتولدة من محطة جبل شيشة العملاقة حتي تنفجر الخطوط عن عمد. وأخيرا يطالب عبد الحميد عثمان أعمال حرة بالحزم في مواجهة كل من تسول له نفسه تعطيل مرافق الدولة أو تعم الإضرار بها, وقال أنه وبعد إقرار الدستور لابد من المواجهة الحاسمة مع الطابور الخامس وأعضاء الدولة العميقة الذين لاهم لهم سوي الإضرار بالوطن, وطالب وزير المرافق والمحافظ بإحالة ملف انفجارات الخطوط المتكررة إلي جهات التحقيق.