شبح الانهيار يهدد الثروة الداجنة بمحافظة سوهاج وخاصة أن المئات من المزارع أغلقت أبوابها تماما وأصبح أصحاب المزارع مهددين بالسجن بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف وانتشار الأمراض بين الدواجن خاصة في فصل الشتاء وعدم السماح باستخدام أنابيب البوتاجاز في التدفئة. واجمع أصحاب المزارع أن صناعة الدواجن تعمل بلا ادني رقابة وأن أجهزة الدولة رفعت عنها يدها تماما فالأدوية والأعلاف مضروبة تماما والعلف اختفي من الأسواق وبات يتم بيعه بالسوق السوداء بأضعاف سعره والكتاكيت الصغيرة معرضة للنفوق لعدم وجود التدفئة اللازمة لها بسبب الأزمة الطاحنة في اسطوانات الغاز والسولار. يقول صادق أحمد علي صاحب مزرعة إن الارتفاع الجنوني لأسعار العلف يضرب صناعة الدواجن في مقتل, بل إن العلف اختفي من الأسواق وارتفع سعر الطن في السوق السوداء إلي أكثر من4 آلاف جنيه بعد أن كان لا يتجاوز سعره2500 جنيه, مضيفا أن مشكلة تسويق الدواجن باتت من أهم المشكلات التي تواجه هذه الصناعة وأن تحديد السعر يتم بمزاج كبار المنتجين الذين لهم صلة كبيرة ببورصة الدواجن. ويوضح حسني حسين صاحب مزرعة أن معظم المزارع بالمحافظة أغلقت أبوابها والباقي ينتظر, مما يهدد صناعة الدواجن بالفناء وإصرار الحكومة علي استيراد الدواجن المجمدة من الخارج وخفض الجمارك إلي جانب الانفلات الأمني وارتفاع أسعار الأعلاف والغاز والسولار وانتشار الأمراض التنفسية الداجنة كالأنفلونزا والنيوكاسل وغيرها والتي دفعت مئات المزارع إلي إعدام ملايين الكتاكيت وإعلان إحجامها عن العمل ويضيف السيد حسين أن هناك أكثر من5000 مزرعة منتشرة بقري ومدن سوهاج وأن معظمها أغلقت أبوابها بسبب عوامل كثيرة أهمها الأمراض التي تصيب الدواجن والتي تزداد حدة وانتشارا في فصل الشتاءويقول الدكتور محمد عبد العزيز وكيل كلية الطب البيطري سابقا بجامعة سوهاج إن المحافظة تسعي بالتعاون مع الكوادر العلمية المتخصصة بكليتي الطب البيطري و الزراعة بجامعة سوهاج للوصول إلي الاكتفاء الذاتي من المنتجات الحيوانية والزراعية وخاصة اللحوم البيضاء كالدواجن من خلال تطوير مشاريع الإنتاج الحيواني الحالية بالمحافظة وإتاحة فرص الاستثمار في هذا المجال للمستثمرين وعلي سبيل المثال تم إعداد دراسة علمية وفنية لتطوير مشروع الأحايوة لتسمين الدواجن لرفع إنتاج المشروع من500 ألف طائر إلي5 مليون طائر وتحتاج إلي استثمارات تقدر ب50 مليون جنيه وأضاف أنه تم تطوير إكثار الدواجن الفيومي حيث تم إعداد تقرير بتطوير ونقل المحطة ورفع قدراتها الإنتاجية إلي6 مليون كتكوت لسد الطلب بالمحافظة والمحافظات المجاورة. ومن جانبه, أكد الدكتور أحمد البدري مدير عام الطب البيطري بالمحافظة أن النهوض بصناعة الدواجن لن يتم إلا بالإشراف الكامل للطب البيطري علي هذه الصناعة وترخيص جميع مزارع الدواجن لإلزامها بالشروط الصحية للبناء والأمان الحيوي والتفتيش الدقيق علي مصانع الأعلاف من حيث التخزين ونوعية الخامات مع العمل علي توفير الفطريات وأن يكون التعامل مع الأدوية واللقاحات من خلال الطب البيطري فقط. وقال المهندس مصطفي عبد الفتاح وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة إنه جاري حصر جميع المزارع بالمحافظة حيث يوجد بالمحافظة أربع محطات حكومية فقط وأن المديرية بدأت في تنفيذ تعليمات اشتراطات الأمان الحيوي علي مزارع الدواجن من خلال تكثيف المتابعة الميدانية للمزارع والتأكد من تطبيق اشتراطات الأمان الحيوي بهدف الوصول لمرحلة التحكم في جميع الأمراض البدائية مع أهمية توعية المواطنين بالتبليغ عن وجود أي حالات بالأمراض والتعامل مع جميع الأمراض التي يتم رصدها واتخاذ اللازم فورا للنهوض بقطاع الدواجن ومواجهة ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء.