نزلت الهزيمة بهتلر عندما طالت خطوط إمداد قواته حال توجهها إلي موسكو عاصمة الاتحاد السوفيتي لاحتلالها. وخطوط الامداد ليست مفهوما عسكريا فحسب بل إنها مفهوم سياسي أيضا. وخطوط الإمداد السياسي لقائد يمكن أن تتسبب في هزيمة تلحق به إذا طالت وقد حدث هذا مع عبدالناصر الذي اشتبك في وقت واحد مع الاستعمار القديم بزعامة بريطانيا والاستعمار الجديد بزعامة الولاياتالمتحدة في اليمن ولبنان والعراق والجزائر وليبيا مرة بالجيش وأخري بالسياسة. بل إن معارك عبدالناصر مع الاستعمار شملت دول الخليج ودولا في افريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. وبذلك كان محتما ان تلحق الهزيمة بعبدالناصر وأن تكون قاتلة بحرب يونيو عام1967 بل إن الهزيمة كانت مزدوجة حين سقط مشروعه لتنمية مصر بمجيء السادات. والهزيمة شأن خطير في حياة كل دولة تنزل بها فالهزيمة التي تلحق بقائد أو بنظام تنزل في الحقيقة بالدولة التي يحكمها هذا القائد أو يقودها هذا النظام. ومن واجب القائد أن يسعي ما استطاع لتجنب الهزيمة, كما أن من واجب المواطنين أن يعينوا قائدهم علي ذلك الأمر. ولعل هذا هو ما دعا الرئيس محمد مرسي إلي أن يطلب من المواطنين في بداية حكمه أن يشاركوه في رسم مستقبل بلادهم وبناء مؤسساتها. لكن صار باديا أن خطوط الإمداد السياسية للرئيس مرسي تطول. وربما أن ذلك ليس نتيجة عجز عن القيادة بل بسبب أن الرئيس وصل إلي الحكم وليس في الدولة مؤسسات. ومن المؤكد أن الطريق الخاطئ الذي سلكه المجلس الأعلي للقوات المسلحة وقت إدارته لشئون البلاد في شأن العملية السياسية وهو طريق ساعده عليه سياسيون هو الذي أفرغ البلاد من المؤسسات. والحديث موصول.