الاعداد في الاذاعة والتليفزيون هو أساس نجاح البرنامج والمحرك الرئيسي لباقي عناصر العمل الفني والمستفيد الأول منه هو المذيع وان مدير البرامج الناجح هو الذي يستشف النجاح من فكرة البرنامج وقبل تنفيذها ويستكمل عناصر الجماهيرية فيه ويعتبر الاعداد هو الفانوس السحري لخروج التليفزيون من أزمته البرامجية التي كانت السبب في هجرة المشاهد له حيث اعتمد في الفترة الاخيرة علي مسئولي اعداد بلا خبرة ولا فكرة عن الاعداد ودخلت المجاملات في العملية الابداعية فأصبح البرنامج بلا فكرة وأصبح عبارة عن لقاء ومشهد في الوقت الذي يخصص فيه المنافسون والفضائيات الخاصة جيشا من المعدين يجوب كل مكان أو يرصد الاحداث حتي ان المشاهد لن يستطيع ترك الحلقة ولو للحظة واحدة. وما لفت نظري أن عددا من البرامج التليفزيونية التي يعدها حملة الشهادات المتوسطة ويكتبون تقديمات ضخمة لهم علي الشاشة في الوقت الذي اعتمدت فيه الفضائيات علي كبار الصحفيين والمحترفين في مجال الكتابة والاعداد لرئاسة تحرير برامجهم الجماهيرية فتنوع الفكر وتعدد فأصبح البرنامج وجبة فكرية وثقافية وسياسية دسمة تابع معها وشاهد القضايا والمشكلات وحلولها والاسباب التي أدت إليها. عكس التليفزيون الذي يقدم ضيفا مكررا وليس لديه جديد للمشاهدين حتي البرامج الكبري التي حاولت المنافسة من خلال الاثارة سقطت من أول اختبار لعدم وجود معد محترف علي رأس فريقها ومحنك سياسيا واجتماعيا ويستطيع أن يسيطر علي المذيعين بالبرنامج حتي يلتزموا بفكره وبما تم التوصل إليه اثناء الاجتماعات التحضيرية التي تسبق الحلقة ويحضرها جميع العاملين في البرنامج من معدين ومقدمي برامج ومخرج ومدير تصوير للخروج بمضمون وشكل محدد للحلقة قبل خروجها عكس ما يتم في التليفزيون فالمذيع هو المتحكم في مجريات الحلقة والمخرج لاحول له ولا قوة والمعد أصبح في ذيل الاهتمامات ويعود ذلك إلي ضعفه الثقافي والمهني فاستهان به كل من المذيع والمخرج فلابد من عودة التليفزيون إلي مهنة المعد وحسن اختياره في ظل المنافسات الاعلامية القوية.