في مشهد جنائزي مهيب شيع المئات من أهالي محافظة الشرقية جثمان أمين شرطة فهمي جمال عبدالناصر الذي استشهد أثناء مطاردته لسائق ميكروباص يسير بدون رخصة قيادة حيث تسبب تعلق أمين الشرطة بباب السيارة في قيام السائق إلي توجيه عدة لكمات له وصدمه بعامود إنارة ليفارق الحياة. التقي الأهرام المسائي بأسرة الشهيد التي اتشحت بالسواد وخيم الحزن علي أقاربه وبعبارات حزينة ونبرات يملؤها الأسي قالت والدته ألطاف ابراهيم السيد عطاالله إن الشهيد هو الابن الوحيد الذي خرجت به من الدنيا بعد6 سنوات من زواجها, وانه كان يقبل يديها كل يوم, وليس له أخ أو أخت وكان المصدر الوحيد للانفاق علي الأسرة, وهذا ما دفعه إلي دراسته بالثانوية الأزهرية منذ5 سنوات والتحق بمعهد امناء الشرطة لظروفنا الصعبة, وعندما تخرج التحق للعمل بمديرية أمن الاسماعيلية وظل بها عاما ونصف العام ثم انتقل إلي مديرية أمن الشرقية في شهر اكتوبر الماضي وأضافت أن المنزل تحول إلي مقبرة بعد وفاة نور عينيها والذي كان العون والسند. وتقول زوجته هدي انها في الشهر السابع من حملها وان الشهيد قد وعدها بالحاق ابنها بكلية الشرطة لخدمة الوطن وأن استشهاد زوجها جعلهم تائهين في الدنيا فكان كل شيء بالنسبة لنا وأولاده وكان متعلقا بأبنائه نيرة بالصف الأول الابتدائي ورنا ومحمد في الحضانة لدرجة الجنون ولا يذهب إلي عمله إلا إذا قبلهم وأعطاهم مصروفهم. أضافت الزوجة والألم يعتصر قلبها أشعر بأنني مذبوحة فيه اليوم لأن الأطفال سألوني فين بابا يا ماما ولم أرد إلا بالبكاء والصراخ وتسببت في رعب الاطفال حيث بكوا من الخوف وعندما نزلوا إلي جدتهم وجودها هي الأخري تبكي فخرجوا إلي الشارع في بكاء حار والتف الجيران في الساعات المبكرة من الصباح واخذوا الاطفال إلي منازلهم بعد أن فقدت وجدتهم الوعي ولم نشعر بأنفسنا إلا داخل الاسعاف وعندما أفاقت والدته طلبت من سائق الاسعاف العودة إلي القرية قبل أن تصل إلي المستشفي حتي تتلقي العزاء في فلذة كبدها. أما والد الشهيد فيقول ان نجله تقدم بأوراق التحاقه بكلية الحقوق منذ بداية هذا العام لاستكمال دراسته وكان طموحا إلا أن القدر لم يسعفه وطالب الاب وزير الداخلية بضرورة القصاص لنجله الذي كان ينفق علي المنزل.. أما صديق أمين الشرطة محمد البحراوي قال اننا لن نترك حق زميلنا وطالب وزير الداخلية بضرورة تسليح أفراد الشرطة واعطائهم جميع الصلاحيات للتعامل مع المجرمين مؤكدا أن الشهيد كان يتمتع باحترام جميع زملائه وكان شجاعا في الحق بينما أكد عدد كبير من امناء الشرطة بأنه ان لم يتم القصاص للشهيد سيقومون بعمل اضراب عن العمل ويطالبون الوزير باستقالته مؤكدين ان دماءهم لن تهدر علي أيدي المجرمين. كما طالبوا الوزير بتوجيه الرعاية لأسرة الشهيد وتربية ابنائه الاطفال كما يحدث مع الكثير من الضباط. من ناحية أخري, قرر المستشار حسن النجار محافظ الشرقية صرف مبلغ10 آلاف جنيه لاسرة الشهيد وتعيين زوجته في ديوان عام المحافظ وصرف معاش شهري للأسرة. الشرقية إسراء أحمد