الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز..زعيم وطني من طراز خاص, واسم تسبب في عكننة متواصلة وصداع مزمن لرؤساء الولاياتالمتحدةالأمريكية علي مدي13 عاما منذ اعتلائه سدة الحكم في بلاده. رجل دولة بمعني الكلمة. رئيس منحاز للفقراء بالفعل لا بالقول. له سجل عسكري متميز مع الجيش الفنزويلي انتخب رئيسا لبلاده في فبراير1998 وأطلق وعودا لدعم الفقراء ومحاربة الأمراض والأمية وسوء التغذية والفقر وأمراض اجتماعية أخري, وبر بكل وعوده, وأعيد انتخابه بأغلبية معقولة في2006, وفاز بولاية ثالثة لمدة6 سنوات أخري تبدأ يناير المقبل. شافيز.. رجل صادق مع نفسه ومع شعبه, ولم تنجح جارته الأقوي في العالم( أمريكا) في إجباره علي شيء ولم تتمكن في أن تملي عليه السياسة التي ترضيها, فحافظ علي علاقته الخاصة مع الرئيس الكوبي فيدل كاسترو ولم يكترث بعدم رضاء سدنة البيت الأبيض عن هذه العلاقة, والتزم الحياد تماما من حرب النظام الكولومبي ضد الثوار, وانتقد واشنطن في حربها ضد العراق وليبيا وأفغانستان, ولم ينضم يوما لمنظومة النفاق العالمي إزاء الولاياتالمتحدةالأمريكية وحليفتها المدللة إسرائيل. أدان بشدة كل الانتهاكات الوحشية التي مارستها الدولة العبرية ضد الشعب الفلسطيني.. وخلال الاعتداءات الإسرائيلية علي قطاع غزة عام2006 قلص علاقته بإسرائيل إلي الحد الأدني بعد أن سحب السفير الفنزويلي من تل أبيب وأبلغ السفير الإسرائيلي في كاراكاس بأنه شخص غير مرغوب فيه. أحد تصريحاته الصحفية المهمة: ينبغي جر الرئيس الإسرائيلي إلي محكمة دولية ومعه الرئيس الأمريكي, لو كان لهذا العالم ضمير حي.. يقولون إن الرئيس الإسرائيلي شخص نبيل يدافع عن شعبه! أي عالم عبثي هذا الذي نعيش فيه؟ اختارته مجلة تايم الأمريكية كأحد أكثر الشخصيات تأثيرا في العالم. شافيزالآن يمر بمحنة حقيقية.. ويبدو وفقا لآراء خبراء غربيين أنه يمر بأيامه الأخيرة بعد أن هاجمه السرطان مرة أخري واضطر للسفرإلي كوبا لإجراء جراحة جديدة لاستئصاله. والحقيقة التي لا تقبل الجدل أن شافيز يحظي باحترام العالم لسياسياته الوطنية التي لا يستطيع أحد أن يزايد عليها داخل فنزويلا, ولمواقفه الثابتة والعادلة من القضايا الدولية, ولوقوفه كالصخرة في وجه الإمبريالية الأمريكية وأطماعها. من قلبي أدعو الله له بالشفاء حتي يكمل مسيرته الثورية الإصلاحية في بلاده, وحتي لا يغيب الصوت الوحيد المناويء للغطرسة الأمريكية.. وحتي يخيب آمال سكان البيت الأبيض الذين يستعجلون نهايته.