وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أعلنت أمس مخاوف بلادها من استخدام الرئيس السوري بشار الأسد لترسانته الكيماوية ضد المعارضة المسلحة!! الحرب الأهلية التي تدور رحاها في سوريا منذ21 شهرا والتي حصدت أكثر من50 ألف شهيد, والمعارضة المسلحة التي كبدت الجيش السوري خسائر بشرية فادحة ونجحت في إسقاط العديد من المقاتلات الميج الروسية المتطورة والمروحيات الهجومية مع انشقاق عدد كبير من العسكريين السوريين لم تدفع الأسد لاستخدام ترسانته الكيماوية ضد قوات المعارضة.. فما الجديد؟ الجديد في تصوري المتواضع أن الولاياتالمتحدة قررت الآن الإجهاز علي الجيش السوري بحجة حماية المدنيين من خطر الأسلحة الكيماوية وغاز السارين.. وهنا يبدو أن التاريخ يعيد نفسه. فهذا الحديث يردنا إلي نفس أجواء تدمير الجيش العراقي عام2003 علي أيدي قوات الاحتلال الأمريكية والبريطانية بعد حديث مطول عن أسلحة دمار شامل ثبت بالدليل القاطع عدم وجودها. الولاياتالمتحدة لم تشن هجومها علي الجيش العراقي إلا بعد15 عاما من الحصار الاقتصادي الشامل لبلاد الرافدين الذي أرهق الشعب كله ومهد الطريق لإضعاف المقاومة إن وجدت, وبعدما أقنعت العالم كله أن صدام حسين بات قاب قوسين أو أدني من تدمير إسرائيل بصواريخه وأصبح خطرا علي كل دول الجوار. الأمر نفسه يتكرر الآن مع الأسد.. والأسد كشخص أو كرئيس لا يهم الإدارة الأمريكية في قليل أو كثير..وإنما الذي يهمها ويهم حليفتها الاستراتيجية إسرائيل هو الجيش السوري, واستهدافه بضربات موجعة يحقق مصلحة مباشرة للدولة العبرية. ولو كانت واشنطن جادة في حماية المدنيين السوريين من بطش الأسد لوجدت ألف طريقة للضغط عليه وعلي الدول المساندة له لكي يتنحي ويترك البلاد بعافيتها من دون تدمير قدراتها العسكرية. أمريكا تحاول الآن إيجاد المبرر القوي أو الذريعة الملائمة أمام العالم للتدخل العسكري في سوريا بعدما تحولت مدنها وقراها إلي خرائب وركام, وبعد تشريد ملايين السوريين داخل بلادهم وفي المنافي.. فأين كانت الإدارة الأمريكية وآلة بشار الأسد العسكرية تحصد مئات الضحايا يوميا؟ وما هو الفرق بين أن يموت السوريون جراء القصف الجوي والمدفعي وبين أن يموتوا بغاز السارين؟.. ألم يكن الموت الجماعي للسوريين علي أيدي الجيش النظامي بالأسلحة التقليدية الثقيلة موتا؟ أجهزة الاستخبارات الغربيةوالأمريكية علي وجه الخصوص ترصد الحرب من بدايتها.. فما الذي جد غير رغبة صقور البيت الأبيض لكي يشمروا عن ساعد الجد ويقرروا تدمير الجيش السوري؟ تنحية الأسد أسهل وأقل تكلفة. [email protected] رابط دائم :