لا أحد يعترض علي شرعية الدكتور محمد مرسي بصفته رئيسا منتخبا لمصر.. لكل مصر.. ولا أحد يعترض علي الشريعة الاسلامية السمحة. ولكن شيئا من سوء الفهم يجعل الناس في مصر ينقسمون إلي ميدانين في مظاهرات مليونية يبدو منها كما لو كان كل قسم منهما يستعرض أعداده وصوته. ولأن مصر أم للجميع وعلمها علم واحد. وأمانيها واحدة..وهي التي نادت بها الثورة.. عيش.. حرية.. كرامة وعدالة اجتماعية فعلام الاختلاف اذن؟ هي وجهات نظر.. وأختلافات في الرأي.. وهذه سمة من سمات الفترات الانتقالية أو فترات ما بعد الثورات.. حيث يحس الناس بالحرية أكثر وتتعدد الآراء والأحزاب وهذا لايتعارض مع التعددية التي هي سمة من سمات الديمقراطية لكن البعض يري أن مايحدث في مصر الآن شبيه بالمباراة.. بين فصيل وفصيل آخر..كما لو كان الأمر مباراة مثلا بين الأهلي والزمالك وعفوا للتشبيه إذ أن الشعب المصري درب في مرحلة ما قبل الثورة تدريبا كرويا طوال ثلاثين عاما! والآن.. والمشهد كما نري. والحل لكي نخرج من تلك الأزمة؟ الحل هي أن يدعو الرئيس محمد مرسي بصفته رئيسا منتخبا من الشعب كل العقلاء من الجانبين للاتفاق والتقارب وإزالة سوء الفهم حتي يتفرغ الناس للعمل والانتاج. ولعلي أذكر في هذا الصدد قصة من التراث عن أثنين وصل بهما الخلاف إلي أن يتماسكا حتي الاجهاد.. ووقع الاثنان علي الأرض نازفين غير قادرين علي الوقوف.. وساعتها سمع الاثنان أصواتا غير واضحة آتية من بعيد فظن كل منهما أن أعوانه قادمون لاغاثته لكن حين وضحت الأصوات, وأقتربت اتضح أنها أصوات ذئاب شرسة جذبتها رائحة الدم! *** * الاتفاق والتفاهم والحوار هو إذن الحل فلا وقت أمام مصر والمصريين للتنابذ فأموال الدولة لاتسمح.. والعطلة ليست في صالحها أبدا.. وكفانا ماحدث في الشهور الماضية من تعطيل لعجلة الانتاج. ذلك أنه حين يحس الناس بنقص الغذاء ونقص رغيف الخبز.. ستجف الحلوق من النداءات والشعارات وسيصبح الشعار الوحيد هو: الغذاء أولا! [email protected] رابط دائم :