أموال العرب مكدسة في البنوك الغربية، وبترولهم يتدفق لكل عواصم العالم الصناعية، تتراكم الأموال في مصارف أمريكا وأوروبا بلا استفادة حقيقية ولا تنمية علي الأرض، والعرب لا يحصلون إلا علي مصروفاتهم وما يكفي لعيش شعوبهم في بحبوحة ورغد .. ولا شيء أكثرمن ذلك ! في الوقت نفسه يتزايد عدد اللاجئين السوريين الفارين من نظام الأسد في دول الجوار(تركيا والأردن ولبنان والعراق) بأعداد غفيرة، وتتناثر أعداد أخري منهم في باقي الدول العربية والأوروبية بلا حقوق سياسية وبلا عمل وبلا مستقبل وبلا حيلة. آلة القتل تعمل بكامل طاقتها في سوريا وتحصد يومياً ما بين 100 إلي 150 شهيداً حتي تجاوز عدد الشهداء ال 45 ألفاً، بخلاف الجرحي في حرب أهلية مجنونة، وبشارالأسد لم يرتو بعد من دماء مواطنيه. النساء والأطفال والعجائز يواجهون الشتاء في المنافي بلا أغطية ولا رعاية صحية ولا تعليم ولا أمل. والمعارضون في الخارج تفرغوا للتنظيرعن بعد وجمع التبرعات والإدلاء بالتصريحات وإجراء المقابلات والتربيطات وتوثيق أنشطتهم أمام الكاميرات بالملابس الرسمية ورابطات العنق في أجواء مخملية تصدح فيها نغمات الموسيقي الهادئة وتفوح منها روائح البارفانات.. ليعودوا بعدها للإقامة في فنادق من فئة النجوم السبعة ..قمة الكفاح. أعداد اللاجئين اقتربت من المليون.. ومشكلاتهم لا تجد أذناً صاغية ..فالكل مشغول عنهم، نظام الأسد تفرغ لقتل ذويهم الذين فضلوا البقاء علي الفرار، والمقاومة المسلحة مشغولة بالقتال، والمعارضة الخارجية اكتفت بالاختلاف فيما بينها والظهور الإعلامي، والحكومتان الأردنية واللبنانية جأرتا بالشكوي منذ بداية المشكلة لضعف إمكانياتهما عن استقبال المزيد من اللاجئين فضلاً عن توفير كل الاحتياجات اليومية لمن وصل منهم إليهما عبر الحدود، تركيا تعاملت مع المشكلة بإمكانيات أفضل تتناسب مع وضعها وحجمها كدولة أوروبية وعضوفي حلف الناتو وإن كان اللاجئون السوريون هناك لديهم معاناتهم مع صقيع أوروبا القارس واختلاف اللغة وتحديد الحركة. الأموال العربية المحبوسة في بنوك الغرب لم تنفع اللاجئين بشيء وإن وصل بعضها بسخاء إلي السوريين في صورة سلاح للمقاومة، والأمم المتحدة ترسل مبعوثيها أمثال أنجلينا جولي لعمل الدعاية اللازمة للمنظمة الدولية علي طريقة "ضجيج ولا طحن"، وأحوال اللاجئين تزداد بؤساً وسوءاً يوما بعد يوم بين عدم كفاية الطعام والأغطية وافتقاد الأمان والتعاطف والأمل، والحياة تمضي في باقي الدول العربية الشقيقة من دون أي إحساس بتأنيب الضميرأو الخوف من المستقبل الذي قد يحمل لهم المصير نفسه بعد سنوات قليلة. منتهي العبث.