الحرب الأهلية الدائرة في سوريا التي تزيد نيرانها اشتعالا يوما ورى آخر، تكبد السوريين خسائرة كثيرة في الأرواح والعتاد والبنية التحيية.. "لاجئين بلا ماؤى".. هذا هو حال اللاجئين السوريين في ظل الإجراءات المشددة التي باتت تتخذها الدول المجاورة لسوريا لتحد من عدد اللاجئين الوافدين إليها، ليظل البقاء في سوريا هو الحل الأوحد أمام الكثير منهم.
حيث تزايد عدد اللاجئين السوريين بشكل كبير خلال الأسبوع الماضي نتيجة عمليات الهجوم العنيفة التي يشنها النظام ضد المدنيين، فضلاً عن حدة الصراع بين الجيشين الحر والنظامي مما أدى إلى تفاقم الأوضاع وتفشي الظروف الإنسانية السيئة.
ووصل عدد اللاجئين السوريين حسب ما جاء في تصريحات «أدريان إدواردز» السكرتير الصحفي للمفوضية الأممية العليا لشؤون اللاجئين إلى 170 ألفاً في دول الجوار الأربعة " الأردن ، وتركيا، ولبنان، والعراق" بالإضافة إلى الكثير ممن لم يتم تسجيلهم بعد.
تركيا لن تستقبل المزيد من اللاجئين يتزايد عدد اللاجئين السوريين في تركيا يومياً ليصل عددهم هناك إلى أكثر من 78 ألف لاجئ يقيمون في 9 مخيمات، إجتاز ما يعادل 40 % منهم الحدود خلال الشهر الجاري فقط".
وتعتبر تركيا من أوائل البلاد التي استقبلت النازحين السوريين ، وبدأت 7 مدن تركية عمليات إنشاء 7 مراكز لاستقبال وإيواء اللاجئين السوريين الوافدين إلى تركيا، وتصل الطاقة الاستيعابية الإجمالية لهذه المراكز إلى 5 آلاف و250 سريراً.
وستؤوي هذه المراكز الأشخاص الفارين من بلادهم بسبب انعدام الأمن فيها والذين يتقدمون بطلبات لجوء منفرد، بشكل مؤقت إلى أن يتم توطينهم في بلدان أخرى.
وبالرغم من الجودة النسبية للمخيمات التركية وما يقدم فيها من خدمات إلا أن اللاجئين السوريين هناك يشتكون من قوائم الممنوعات التي حددتها السلطات خاصة وأنهم يرون أنها تحتوى على الكثير من الأشياء الغير مبرر منعها.
وفي ظل التزايد الكثيف لأعداد اللاجئين السوريين في تركيا صرح وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الاثنين الماضي أن بلاده لا يمكنها أن تستضيف على أراضيها أكثر من مائة ألف لاجئ سوري، مؤكدًا على أنه لا بد من إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية لاستيعاب تدفق اللاجئين.
وجاء هذا التصريح خوفاً من تكرار كابوس حرب الخليج في 1991 حين تكدّس نصف مليون كردي عراقي على الحدود بين البلدين.
سوء أوضاع اللاجئين في الأردن ووصل عدد اللاجئين السوريين في الأردن إلى أكثر من 150 ألف لاجئ، لتصبح بذلك الدولة التي تضم العدد الأكبر من اللاجئين السوريين.
وفتحت الأردن في نهاية شهر يوليو الماضي مخيم "الزعتري" والذي يضم أكثر من 12 ألف لاجئ.
ويعاني اللاجئين السوريين في الأردن من سوء أوضاع المعيشة هناك مما دفع بعضهم إلى القيام بالتظاهر اعتراضاً على ذلك، منهم اللاجئين في مخيم "الزعفري" والذين انتقدوا بشدة سوء الأوضاع في المخيم محملين منظمات الإغاثة الدولية مسئولية تردي تلك الأوضاع المتمثلة في البيئة الصحراوية التي يحيطها الرياح والغبار من كل صوب وصغر حجم الخيام وارتفاع درجات الحرارة وقلة المياه وعدم وجود تيار كهربائي.
ويذكر بأن عدد من اللاجئين السوريين حاولوا منذ أيام اجتياز السياج المحيط بمخيم "الزعتري" ومغادرته جراء شعورهم بحالة من الإحباط.
أزمة طاحنة في المياه وفي السياق نفسه أثر تواجد عدد كبير من اللاجئين السوريين على الأوضاع في الأردن حيث عانت العديد من المناطق في العاصمة عمان وغيرها من المحافظات الأردنية خاصة الشمالية منها في "إربد والمفرق" والتي يتمركز فيهما غالبية اللاجئين السوريين من أزمة طاحنة في المياه، أدت إلى انقطاع مياه الشرب عن عدد من مناطق عمان والمحافظات الأردنية إلى رفع أسعار صهاريج المياه إلى مستويات فلكية لم يعهدها الأردنيون من قبل.
وضع صعب ويعيش اللاجئون السوريون إلى العراق في وضع يوصف بالصعب ، حيث كشف عضو لجنة استقبال اللاجئين السوريين في قضاء القائم غرب الانبار في وقت سابق عن إيقاف عملية استقبال اللاجئين السوريين من المنافذ الحدودية لحين إيجاد مكان ملائم لإيوائهم وتوفير ما تحتاجه العوائل النازحة من مساعدات ومستلزمات مختلفة .
واتخذت السلطات العراقية إجراءات أمنية مكثفة على طول الشريط الحدودي مع سوريا وأعلنت في وقت سابق عن عدم قدرتها على استقبال اللاجئين السوريين.
وتشترك سوريا مع العراق بحدود تمتد لنحو 600 كلم، وهي تحاذي محافظتي الانبار ونينوى من الجانب العراقي.
اسهامات الدول الكبرى ولعل الظروف المعيشية القاسية التي يعاني منها اللاجئين السوريين هي التي دفعت العديد من الدول إلى تقديم المساعدة سواء مادياً أو معنوياً.
حيث أعلنت الحكومة الألمانية عن تقديم مساعدة للمفوضية في الأردن بقيمة 1.5مليون يورو للشئون الصحية للاجئين في المنطقة الحدودية.
وأعلنت الصين أيضاً عن مساعدة إنسانية بقيمة 30 مليون يوان "3.7 مليون يورو" إلى اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان.
بينما قامت عدد من الدول العربية بتقديم الدعم عن طريق التبرع بالأموال والمساعدات العينية من المواد الغذائية والأدوية ومستلزمات الحياة اليومية. مواد متعلقة: 1. لاجئون سوريون يشتبكون مع عناصر للشرطة جنوب تركيا 2. لاجئون سوريون في الأردن يحتجون على سوء الأوضاع في المخيمات 3. لاجئون سوريون بتونس: مجازر الأسد حرمتنا من فرحة العيد