عاشت فاطمة حياة كئببة منذ طفولتها بعد فراق والدتها وزواج ابيها اقرب الناس اليها وتحول مائة وثمانين درجة بعد زواجه الجديد, فكان كل همه ارضاء زوجته حتي ان فاطمة كانت تشعر انها عبئا علي الجميع فاصبحت لاتستطيع الحديث والفضفضة مع والدها أو حتي الاقتراب منه امام زوجته كي لاتتسبب في مشكلات له لان الزوجة تعتبره ملكا لها وحدها بينما ابنته( بنت البطة السوداء) هكذا كانت تشعر فاطمة رغم صغر سنها حتي انها كانت تختلس الوقت والمكان الذي تنفرد فيه بوالدها لتحكي له كل شيء ومخاوفها من ان ينساها بعد ان تتزوج في يوم من الأيام الا انه كان يطمئنها علي استحياء وكثيرا ما كانت فاطمة تجلس بمفردها تبكي امها التي كانت كل شئ بالنسبة لها وبمرور الأيام شعرت فاطمة انها اصبحت لاتمثل شيئا مهما بالنسبة لوالدها وانها اصبحت مجرد خادمة له ولزوجته فكانت دائما تتمني قدوم عريس لها يستطيع انتشالها من هذه الحياة الكئيبة التي تعيشها وبالفعل جاء العريس ونظرا للحالة النفسية التي تمر بها فاطمة لم تفكر كثيرا في قبول الارتباط به من عدمه ووافقت سريعا بعدما عرضت عليها زوجة ابيها العريس, و تم تحديد موعد الخطبة بعد قراءة الفاتحة بأيام وأخذ خطيب فاطمة في التردد علي منزل الأسرة بين الحين والآخر. وكان يلاحظ الرقابة الصارمة علي كل زيارة يقوم بها لخطيبته من قبل زوجة أبيها التي كان يظن في البداية انها والدة فاطمة ولكنه بعد فترة شعر بأن هذه السيدة لايمكن ان تكون والدة خطيبته فسألها وأخبرته بأنها زوجة والدها وبمرور عدة أشهر علي الخطبة بدأت العلاقة تضطرب بين فاطمة وخطيبها وترسخ في ذهن فاطمة ان خطيبها بدأ يشعر بانها بلا شخصية. فقرر فسخ الخطبة بعدها عانت فاطمة كثيرا وأصيبت بحالة من الأرق المزمن ولم تذق طعم النوم في الأيام الأولي لفسخ الخطبة حتي جاء عريس آخر, واخذت فاطمة وقتا طويلا من التفكير العميق بعد ذلك خاصة ان هذه المرة لاتحتمل الفشل, ولكن الرياح دائما تأتي بمالا تشتهي السفن, حيث تدخلت زوجة الأب كالعادة. وفجأة شعرت فاطمة انها غير مرغوب فيها وان زوجة ابيها تقف حجر عثرة في اتمام زواجها من خطيبها الثاني وان والدها لا يريدان يستمع إلي أي آراء مخالفة لزوجته فاستسلمت للشيطان وسيطر علي كيانها فاصبح يحركها كيفما يريد واوهمها بضرورة التخلص من حياتها حتي تعطي اسرتها درسا لن ينسوه فقامت باحضار إيشارب ولفته حول عنقها وصعدت علي مقعد, وقامت بربط الايشارب في حديدة بسقف الحجرة, وتركت نفسها مبتعدة عن المقعد التي كانت تقف عليه فشنقت نفسها بعد ان تعلقت في سقف المطبخ وفارقت الحياة. تلقي اللواء محمد الشاذلي مدير امن كفر الشيخ بلاغا من أحمد42 سنة, بالعثور علي جثة ابنته فاطمة20 سنة مخنوقة في حجرة المطبخ بمنزله في قرية كفر تيدة مركز سيدي سالم علي الفور, انتقل العقيد محمود زهران مأمور المركز والرائد خالد مصطفي رئيس المباحث, وبالكشف علي الجثة بواسطة مفتش الصحة, جاء في التقرير المبدئي ان الوفاة بسبب اسفكسيا الخنق تحرر محضر رقم13014 اداري سيدي سالم, وبالعرض علي النيابة, صرحت بدفن الجثة بعد تشريحها للتأكد من سبب الوفاة.