تشهد فلسطين اليوم حدثا تاريخيا عند النظر في طلب منحها وضع دولة مراقب غير عضو بالأممالمتحدة. وينتظر الفلسطينيون علي أحر من الجمر الفوز بعدد كبير من الأصوات عندما يطرح مشروع القرار بشأن هذه المسألة للتصويت علي الجمعية العامة المكونة من193 دولة. ويرجع تفاؤل الفلسطينيين إلي ضمان تأييد جميع الدول العربية وعلي رأسها مصر التي أكدت دعمها الكامل لفلسطين من أجل الفوز بوضع دولة غير عضو بالأممالمتحدة. مراحل خطيرة وصعبة مرت بها القضية الفلسطينية عبر مشوارها مع الاحتلال البريطاني الذي كانت خاضعة تحت وصايته والكيان الصهيوني بعد ذلك, حيث صدر القرار الظالم رقم181 في عام1974 والذي بموجبه تم تقسيم فلسطين إلي دولتين عربية وأخري يهودية وتم اغتصاب القدس وإعطاؤها وضعا دوليا وهذه هي الفترات التي شكلت تاريخ القضية الفلسطينية قضية كل العرب. ففي29 نوفمبر1947: الجمعية العامة للأمم المتحدة تصدر القرار181 الذي ينص علي تقسيم فلسطين الخاضعة للانتداب البريطاني وذلك لإقامة دولتين يهودية وأخري عربية وإعطاء القدس وضعا دوليا, وهو القرار الذي رفضته الدول العربية آنذاك. 28 مايو1964: تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية خلال المؤتمر الفلسطيني الأول, حيث تبنت المنظمة ميثاقا ينص علي حق الفلسطينيين في السيادة وتقرير المصير ورفض قيام دولة إسرائيل. 1 9 يونيو1974: قبول منظمة التحرير لفكرة وجود سلطة وطنية علي أي جزء من فلسطين المحررة. 22 نوفمبر1974: الجمعية العامة للأمم المتحدة تعترف بحق الفلسطينيين في تقرير المصير والاستقلال وتعطي منظمة التحرير صفة مراقب في الأممالمتحدة. 6 9 سبتمبر1982: تبنت الجامعة العربية خطة فاس التي تكرر الخطة التي قدمها ولي العهد السعودي الأمير فهد في أغسطس1981 والتي تعترف ضمنيا بإسرائيل وتدعو إلي إنشاء دولة فلسطينية وانسحاب إسرائيل من كل الأراضي المحتلة عام.1967 15 نوفمبر1988: إعلان قيام دولة فلسطين المستقلة في الجزائر وقبول قراري الأممالمتحدة رقم242 و383 اللذين يدعوان لانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام1967 والتوصل إلي حل عن طريق التفاوض. 13 سبتمبر1993: بعد6 أشهر من المفاوضات السرية في أوسلو تبادلت منظمة التحرير وإسرائيل الاعتراف ووقعتا في واشنطن إعلان مبادئ لإقامة حكم ذاتي فلسطيني انتقالي لمدة5 سنوات, وقام رئيس منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك ياسر عرفات مع الرئيس الإسرائيلي إسحق رابين بمصافحة تاريخه. 12 مارس2002: نشر خارطة الطريق التي وضعتها اللجنة الرباعية( الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدةوروسيا والاتحاد الأوروبي) التي تنص علي قيام دولة فلسطينية بحلول2005, قبل الفلسطينيون الخارطة وأقرتها إسرائيل في مايو مع تحفظ14 صوتا. 14 يونيو2009: رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يقبل بمبدأ قيام دولة فلسطينية مع وضع شروط صارمة. 26 نوفمبر2012: الممثلون الفلسطينيون في الأممالمتحدة يوزعون مشروع قرار منح فلسطين وضع دولة مراقب في الأممالمتحدة الذي سيقدم اليوم للتصويت في الجمعية العامة, وفي اليوم نفسه, أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل دعمه لهذا المسعي. كما أعلنت كثير من الدول الأوروبية تأييدها الكامل للحق الفلسطيني ومن المتوقع تصويت أكثر من140 دولة مع عضوية دولة فلسطين من بينها فرنسا التي اكدت انها تقف بجوار اقامة دولة فلسطينية, إسبانيا, اليونان, بلجيكا, السويد, سويسرا والدنمارك النرويج, لوكسيمبورج, روسيا, الصين, الهند, البرازيل, جنوب إفريقيا ودول الاتحاد الإفريقي, أمريكا اللاتينية, وآسيا ويحتاج الفلسطينيون إلي تأييد98 دولة علي الأقل للحصول علي مكانة دولة غير عضو في الأممالمتحدة. أما الدول التي ستمتنع عن التصويت فتشمل الولاياتالمتحدة وإسرائيل وألمانيا وكندا وبريطانيا والتشيك وميكرونيزيا, ناورو وليتواتيا. وتكثف السلطة الفلسطينية جهودها للحصول علي صفة المراقب في الأممالمتحدة, حيث كانت منظمة التحرير تنشط في الأممالمتحدة منذ عام1974 تحت وضع كيان بصفة مراقب واستعيض عن تسمية منظمة التحرير بتسمية بعثة المراقبة الدائمة لفلسطين بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام.1988 وبهذا الوضع القانوني مارس الجانب الفلسطيني منذ سنوات بعض الصلاحيات التي تقتصر علي الدول الأعضاء, ومنها المشاركة في النقاشات العامة ومخاطبة الدول الأعضاء في افتتاح أعمال الجمعية العامة. وتأتي هذه الخطوة بعد فشل الجهو د الفلسطينية لنيل صفة الدولة الكاملة العضوية وذلك بسبب رفض الويالات المتحدة, صاحبة حق النقض فيتو في مجلس الأمن, وتبرز العديد من التساؤلات حول هذه الخطوة, والتداعيات السياسية التي ستنجم عنها, والتداعيات السياسية التي ستنجم عنها. ولا يتطلب الحصول علي وضع دولة غير عضو بصفة مراقب إلا علي غالبية بسيطة في الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي تضم193 دولة, ولا يمكن للدول الكبري في مجلس الأمن استخدام الفيتو لإجهاض الطلب, كما هو الحال بالنسبة لوضع دولة كاملة العضوية. ويسعي أبومازن للاعتراف بفلسطين كدولة غير عضو بالامم المتحدة ليضمن المزيد من الدعم لوجهة نظر الجانب الفلسطيني بضرورة الانسحاب الإسرائيلي من أراضي عام1967 باعتبارها أرضا لدولة محتلة معترف بها. أما علي المستوي الدبلوماسي, لن يحق للفلسطينيين التصويت في الأممالمتحدة بموجب صفة المراقب ولكنهم سيتمكنون من المشاركة بالاجتماعات العامة دون حق التصويت. كما يحق للدولة غير العضو أن تطلب الانضمام لبروتوكول المحكمة الجنائية ا لدولية والكثير من الاتفاقيات العالمية, وهو أمر قد يسمح بقيام دعاوي قضائية دولية بينها وبين الجانب الإسرائيلي. وفي حالة فوز فلسطين بمطالبهاوسط رفض الولاياتالمتحدةالأمريكية لهذا الاستحقاق التاريخي سيعاني الجانب الفلسطيني أزمات اقتصادية, بعد افتقاد الدعم المالي والمساعدات, وخاصة من الولاياتالمتحدة إلي جانب تصاعد التوتر مع الجانب الإسرائيلي الذي مازال يمسك بالعديد من المفاصل الاقتصادية, والأمنية في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية. ** معني دولة غير عضو بالأممالمتحدة.. والفاتيكان الوحيدة بصفة مراقب هو وضع يتم منحه من قبل الهيئة العامة في الأممالمتحدة لدول غير عضو ولهيئات ومنظمات دولية بحيث يتم السماح لها بالمشاركة في الخطابات والحوارات والتصويت علي بعض الاجراءات لكنها لا تصوت علي القرارات ولا يتم معاملتها كدولة ابدا فلا يحق لها طلب التصويت علي قرار أو تحويل شيء للهيئات التابعة للأمم المتحدة كمحكمة العدل الدولية وغيرها.. وبالتالي هو منصب للمشاركة وتوضيح وجهة النظر والتصويت علي الاجراءات فقط لا وزن حقيقيا له في الهيئة العامة. تعود هذه الممارسة إلي عام1946 عندما وافق الأمين العام علي تعيين الحكومة السويسرية مراقبا دائما لدي الأممالمتحدة ويتمتع المراقبون الدائمون بامكان حضور معظم الاجتماعات والحصول علي الوثائق ذات الصلة, ويوجد في الأممالمتحدة دولة واحدة تتمتع بهذه الصفة حاليا, وهي الفاتيكان.