خاصة أنه قد تبين أن الموازنة العامة تضج بحجم الدعم الذي يزداد عاما عن عام, فزاد هلع الناس من أن يكون هذا حقيقة بالفعل وما تلك إلا مقدمات للإلغاء وخاصة والدولة تأخذ بسياسة الخصخصة رويدا رويدا بما يعني في مفهوم البعض إلغاء أفكار ومبادئ العدالة الاجتماعية والتكافل الاجتماعي.. من حقنا أن نجد رغيف الخبز بسعر يتلاءم مع دخولنا المحدودة وبصورة وشكل قابلين لأن يؤكل ولا يلقي في القمامة, وهي مشكلة حقيقية يعاني منها الجميع ويشعرون بالحاجة العاجلة والجدية للخلاص منها, وقد إزداد اللغط حول تلك المشكلة وبالتالي إزدادت حمية النقاش حولها وبسببها وساعد علي ذلك ما أشيع بأن الحكومة في سبيلها لإلغاء الدعم العيني واستبداله بدعم نقدي تدريجي يقدم لمن يستحقه فقط وبالصورة التي تضمن عدم تسريبه, فقيل أن ذلك تحايل لإلقاء عبء الدعم عن كاهلها أو علي الأقل التقليل منه وخاصة أنه قد تبين أن الموازنة العامة تضج بحجم الدعم الذي يزداد عاما عن عام, فزاد هلع الناس من أن يكون هذا حقيقة بالفعل وما تلك إلا مقدمات للإلغاء وخاصة والدولة تأخذ بسياسة الخصخصة رويدا رويدا بما يعني في مفهوم البعض إلغاء أفكار ومبادئ العدالة الاجتماعية والتكافل الاجتماعي.. وبصرف النظر عن كل ما قيل فإن المشكلة في موضوع الخبز هي مشكلتنا نحن وحلها جزء كبير منه في أيدينا, نترك كل ذلك ونلقيه علي الحكومة وكأنها مسئولة عن كل شيء, فمن يخبز العيش المدعم هو فران منا مواطن منا ومن يسرق الدقيق المدعم هو فرد منا ومن يأخذ قوت الغلابة من عيش مدعوم ويعطيه للمواشي هو منا, الغني الذي يحصل علي الدعم بالتساوي مع الفقير يأخذه عن طيب خاطر وكأنها شطارة وأمام الجميع, لذا فهي مشكلتنا بالأساس وعلينا نحن ومعا أن نتكاتف لمحاربتها, علي الأقل بعدم السكوت عمن يسرق دعمنا فيقوم ببيعه بسعر عال, ومن يأخذ رغيفنا ويبيعه للمواشي والفران الذي ينتج بإهمال ورعونة أو عن سوء قصد منه رغيفا لا يؤكل لكي يبيعه بعد ذلك لتجار المواشي ومربيها, بالإبلاغ عنه أو مهاجمته أو علي الأقل مقاطعته, علينا أن يكون لنا دور إيجابي للمساعدة في القضاء علي تلك المشكلة وأن نشترك في خطوات حلها أو مساعدة الحكومة في إيجاد سبيل لحلها, أما ألا لا نفعل شيئا سوي الشكوي والصراخ والعويل ونترك للحكومة كل شيء, بل علي العكس لا نفتأ نلومها ونحملها ونطالبها وحدها بمسئولية الحل, هي التي يجب أن تقف علي يد الفران وهو يخبز العيش الذي لا يؤكل, وهي التي عليها أن تراقب عدم ضياع الدقيق المدعم لأفران العيش الفاخر أو لتجار المواشي, بالفعل هي المسئولة, ولكن بدون دعمنا وتعاوننا ووقوفنا كتفا بكتف معها لن تستطيع عمل شيء ولن تنجح في أي شيء وبدون أن نقدم لها الدعم والمساعدة, علي الأقل بالإبلاغ عن المخالف ومقاطعة من يتلاعب بإنتاج العيش غير القابل للأكل, لا يمكن بأي حال أن تضع الحكومة مفتش تموين علي مدار الساعة علي كل فرن ومن يضمن فعالية ذلك وعدم وجود انحرافات بشرية طالما غابت الرقابة الشعبية ورقابة الضمير عن العملية من بدايتها لنهايتها. ومن ناحية أخري علينا تغيير نمط وطبيعة سلوكنا في التعامل مع الخبز, وأيضا التعود علي تناول نوعية من الخبز مصنوعة بحيث تبقي صالحة للأكل علي مدار اليوم مثل الموجودة بكل دول العالم وليست النوع المصري الذي اعتدنا عليه بمصر والذي لا يصلح للأكل إلا طازجا وبالتالي نتقاتل علي شرائه في ساعات محددة في اليوم, فإذا نجحنا في ذلك فإننا نسهم في الإقلال من الطوابير أمام الافران حيث سيكون المنتج قابلا لأن يشتري علي مدار اليوم وتخزينه وأن يؤكل في أي وقت, علينا التخلي عن السلبية والأنا مالية, يجب أن نكون فاعلين وأن نأخذ زمام أمور حل مشاكلنا بأيدينا بدلا من مجرد إلقاء اللوم كله علي الحكومة ثم العياط والشكوي فالخبز هو قوت يومنا وعيالنا الذي لا يمكن أن نحيا بدونه..