أدعو كل مصري يتلقي عرضا لشغل وظيفة عليا إلي بحث إمكانية أن ينجح في الأمر الذي سيوكل إليه. وإذا لم يقبل الوظيفة المعروضة عليه فإنه سيساعد المسئول الذي عرضها في تلمس مواقع الخلل في القطاعات المختلفة وأن يلقي بثقله وراء عمل كبير للإصلاح بات ضرورة عاجلة في مصر اليوم. أقول هذا بمناسبة ما قرأته خاصا بالتحقيقات التي تجريها النيابة العامة في حادث مقتل أكثر من50 طفلا علي مزلقان للسكة الحديد بمحافظة أسيوط. فوزير النقل والمواصلات المستقيل قال في التحقيقات بحسب ما قرأت في الصحف إن الاعتمادات المالية غير كافية لتطوير السكة الحديد بما يمنع تكرار الحادث الأليم. وهنا يثور السؤال: لماذا قبل الوزير المنصب في وقت لا توجد فيه اعتمادات مالية كافية لتطوير هذا المرفق الذي ينطوي نشاطه علي كوارث إن لم تكن الاستعدادات فيه كافية. وبافتراض أن الوزير قبل المنصب بحسن نية فلماذا استمر فيه حين تأكد من أن عوامل نجاحه في المنصب غير متاحة؟ وهذا هو مغزي النداء الذي افتتحت به المقال: أدعو كل مصري يتلقي عرضا لشغل وظيفة عليا إلي بحث إمكانية أن ينجح في الأمر الذي سيوكل إليه. والحقيقة أن وزير النقل والمواصلات فاتته فرصة ثمينة لتقديم استقالته قبل هذا الحادث. فقبل أن يسحق القطار الأطفال في أسيوط كان حادث قطار قد وقع في محافظة الفيوم أودي بحياة أربعة ركاب وأصاب عشرات آخرين. وكان ممكنا حينذاك أن يستقيل الوزير لكنه تحدث علي استحياء عن استعداد للاستقالة. ولو كان استقال لصار بعد حادث أسيوط بطلا شعبيا, ولانتظرته مناصب أرفع في أوقات مقبلة. لقد خسر الوزير الفرصة. وقد يخسر كل من يشغل منصبا دون مقومات نجاح مستقبله. فانتبهوا.