سؤال: مصر رايحة علي فين؟ جواب: إلي الفوضي رايحين بالملايين.. إلي المجهول سائرين مندفعين.. هتافنا, شعاراتنا, تسقط, تسقط.. مصر, نعم أفعالنا, أحوالنا, تصرفاتنا, علاقاتنا, مطالبنا, ثوابتنا. أصبحت خارج السيطرة, تجاوزت كل الحدود واختلط الغث بالسمين, والحابل بالنابل, الكل أهان مصر, وداس عليها بالأقدام, الجميع متورط في جريمة دفع البلاد إلي هاوية الاحتقان والغليان. كل الشواهد والمشاهد تؤكد أننا نسير في الاتجاه المعاكس, في نفق مظلم بلا دليل, تائهون, مضللون, في سفينة تتلاطمها الأمواج العاتية بلا ربان, وأن الوصول إلي بر الأمان صار بعيد المنال بعد أن غابت النوايا الصادقة لدي كل المتصارعين والمتنازعين, والمزايدين علي إعلاء مصلحة الوطن, وتغليب مصالح المواطن. بعض مشاهد ماجري أمس فقط كفيل بأن يكون برهانا ودليلا علي أننا علي حافة الهاوية, اشتباكات بين أفراد من الشرطة والجيش, في التجمع الخامس وفي الأسباب ما يثير الأسف علي ماوصلت إليه الأمور بين حراس الوطن, فلا يعقل أن تحدث اشتباكات بين جناحي الأمن جراء مشادة بين ضابطين نتيجة تصرفات غير مسئولة لأنه مهما كان الأمر يجب ألا يتطور لهذا الحد. ولا يقل الأمر خطورة فيما حدث من اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين في شارع محمد محمود وكنا نعتقد أن مثل هذه المشاهد لن تتكرر ثانية بين الشرطة والشعب خاصة أن التظاهرات التي خرجت أمس كانت في ذكري أليمة شهدها هذا الشارع قبل عام وراح ضحيتها العشرات من الشباب. كل ذلك يحدث بينما معارك الدستور تتواصل ما بين انقسامات واتهامات متبادلة وصلت إلي حد التخوين والتكفير بين الإسلاميين والليبراليين, إضافة إلي عشرات بل مئات البؤر المشتعلة في كل أركان الوطن, مابين اعتصامات واحتجاجات وإضرابات, ومصادمات. ماذا تبقي لدولة تتوق للاستقرار وتشتاق للحرية والعدالة الاجتماعية, ماذا تبقي أيها المتناحرون المتصارعون لدولة فقدت مواردها وإيراداتها, هل تستريحون إذا أعلنت إفلاسها وأغرقتها الديون؟ ما أحوجنا إلي فعل حكيم مسئول ينتشل البلاد من هذا الوحل يوصل ما انقطع ويعيد اللحمة للاصطفاف الوطني الذي حمي ثورة يناير بعيدا عن المزايدات الحزبية الرخيصة, وإلا فالسفينة ستغرق بالجميع. [email protected] رابط دائم :