لليوم الثاني علي التوالي واصل المكتب الفني للنائب العام تحقيقاته لكشف أبعاد وملابسات الحادث المأساوي لقطار منفلوط واستكملت التحقيقات مع كل من رشاد المتيني وزير النقل المستقيل ومصطفي قناوي رئيس هيئة سكك حديد مصر المقال والسعيد حامد عبدالمطلب رئيس قطاع البنية الأساسية للهيئة, واستكملت نيابات أسيوط التحقيقات مع المهندس محمد أحمد مهران نائب رئيس هيئة سكك حديد مصر للمنطقة الوسطي بأسيوط وملاحظ البلوك وعامل المزلقان ورئيس قسم الهندسة بمنطقة الحادث وسائق القطار ومساعده ورئيس مباحث النقل والمواصلات بأسيوط ومدير معهد نور الاسلام الازهري مالك الاتوبيس الذي كان يقل المجني عليهم وخفراء المزلقان بمكان الحادث, وكشفت التحقيقات وجود67 طفلا باوتوبيس المعهد الديني بينما الحمولة المرخص بها29 راكبا فقط, وبدأت اللجنة الفنية المشكلة من أساتذة كلية الهندسة عملها, وقد طلبت اللجنة موافاتها بصورة مما انتهت إليه النيابة العامة في تحقيقات سابقة في حوادث مماثلة من توصيات وتقارير فنية. وكانت النيابة العامة قد أمرت مبدئيا بحبس عامل المزلقان وملاحظ البلوك15 يوما علي ذمة التحقيقات. وكشفت التحقيقات في اليوم التالي مع وزير النقل السابق أمام المستشار خالد رستم المحامي العام بمكتب النائب العام أن الوزير تم سؤاله بشأن تحديد المسئول عن وقوع الحادث ومدي توافر شروط, وإجراءات الأمان اللازمة لعدم وقوع مثل هذه الحوادث, والأسباب الفنية التي أشارت إليها التحقيقات الأولية بشأن الحادث. وأجاب الوزير عن الأسئلة خلال التحقيق مؤكدا أن هيئة السكك الحديدية تحتاج للمزيد من التطوير وتأهيل العاملين وأن العقبة التي تقف حائلا دون القيام بذلك تتمثل في عدم توفير الأموال اللازمة لتطوير منظومة النقل في مصر مشددا علي أن المخصصات المالية الحالية للتطوير لاتكفي لإتمام تلك العملية. وأشار المتيني إلي أنه كان قد تم بالفعل البدء في تنفيذ بعض الخطط المتعلقة بالتطوير سواء فما يتعلق ب الجرارات أو عربات الركاب, لافتا النظر إلي أن العقبة الرئيسية أمام استكمال منظومة التطوير في قطاع السكك الحديدية المصرية سواء بالنسبة للقطارات والمحطات والمزلقانات ووسائل التحكم في خطوط سير القطارات تتمثل في الحاجة إلي اعتمادات مالية كبيرة يتبعها علي الفور إعادة تأهيل العنصر البشري بوصفه أحد أهم عناصر التطوير. وفي شأن حادث قطار أسيوط قرر وزير النقل السابق أن هناك روايتين مختلفتين لوصف كيفية وقوع الحادث: الأولي تقول بإن ملاحظ الكشك اتصل بعامل المزلقان بالتليفون الأرضي وتأكد من وجوده في المكان المخصص له وبناء عليه أغلق المزلقان بالذراع الحديدية والسلاسل وأن قائد الأتوبيس المنكوب هو من دخل المزلقان مسرعا وقطع السلسلة الحديدية واصطدم بالقطار. أما الراوية الثانية فتستند إلي شاهد رؤية قال إن المزلقان كان مفتوحا وأنه كان يستقل سيارته خلف الأتوبيس وشاهد الأتوبيس يعبر خط السكة الحديد وأنه فوجئ بالقطار علي مسافة قريبة منه فأطاح به. لافتا النظر إلي أن الموازنة المالية لهيئة السكك الحديد لا تكفي احتياجاتها لتنفيذ كافة خطط التطوير والتأهيل المطلوبة. رابط دائم :