يبدو أن قرية المستقبل لشباب الخريجين بمدينة أبو سمبل السياحية هي اسم علي غير مسمي, فالقرية التي تقع علي بعد نحو300 كيلو متر جنوبأسوان, تعاني أشد المعاناة من نقص مياه الري الأمر الذي يهدد الأراضي بالعطش كل فترة. وفي الوقت الذي أكد فيه مسئول بهيئة تنمية بحيرة السد العالي أن علاقة الهيئة قد انتهت تماما بهذه القرية, بعد أن تسلمتها وزارة الزراعة وتحديدا مشروع التوطين, وأن المشروع كان مصمما أساسا طبقا لنموذج يعتمد أسلوب الري خلاله علي نظامي الرش والتنقيط, وليس الغمر الذي يهدر المياه الآن إلا أن المنتفعين حملوا المسئولية كاملة للهيئة, علي خلفية قيام أحد المستثمرين باستغلال المياه لتغذية المفرخ السمكي التابع للهيئة وهو ما يسبب عدم وصول المياه إلي الأراضي خاصة أن المفرخ يقع بعد محطة المياه الثابتة. ولمزيد من التفاصيل ونظرا لكون رئيس ومدينة أبوسمبل الجديد غير ملما بالموضوع, تحدث أسعد عبدالمجيد الرئيس السابق للمدينة ورئيس مدينة ومركز نصر النوبة الحالي, موضحا أن مساحة الأراضي بالقرية تصل إلي نحو750 فدانا, وهي تبعد12 كيلو متر شرق المد ينة, وترتبط الأراضي بمياه الري من خلال مواسير من المحطة الثابتة التي تغذيها محطة عائمة في البحيرة تعمل بالسولار. ويقول إن السبب الرئيسي في عدم وصول المياه إلي أراضي القرية هو وجود المفرخ السمكي الخاص بأحد المستثمرين وهو بالمناسبة نجل عضو مجلس شعب شهير وسابق, فالمفرخ يحتاج إلي آلاف الأمتار المكعبة من المياه يوميا, وبالتالي فإن وجوده بعد المحطة الثابتة مباشرة يجعل وصول مياه الري صعبا, وهو ما أدي إلي تظاهر المئات من المنتفعين أكثر من مرة وقيامهم بقطع طريقي المعبد واحتجاز السياح. وعلم الأهرام المسائي من مصدر مسئول بهيئة تنمية بحيرة السد العالي أن مشروع القرية كان مخططه في البداية أن تصل مساحته إلي نحو2500 فدان وهوم مصمم علي أن يكون ري الأراضي بنظام الرش والتنقيط حفاظا علي الثروة المائية من طاقة المياه المهدرة, وللأسف فإن بعض ضعاف النفوس قاموا بنزع مواسير وخراطيم هذا النظام وحولوا الري إلي طريقة الغمر, باعتبارهم غير مؤهلين إلا للزراعة بهذه الطريقة القديمة التي كانوا يعتمدون عليه في قراهم المختلفة.