أكد نشطاء في المعارضة السورية أن القصف الحكومي العنيف لمدن رئيسية تجدد أمس مما يقوض بدرجة أكبر هدنة مزمعة لعيد الأضحي. وقال نشطاء في مدينة دير الزور بشرق البلاد وفي ضواحي دمشق وحلب حيث يسيطر مقاتلو المعارضة علي ما يقرب من نصف أكبر مدينة سورية من حيث عدد السكان إن قذائف مورتر أطلقت علي مناطق سكنية أمس. ويتزامن القصف مع ثاني أيام هدنة دعا إليها مبعوث السلام الدولي الأخضر الإبراهيمي الذي كان يأمل في أن يستغلها لأخذ خطوات أوسع باتجاه انهاء الصراع المستمر منذ19 شهرا والذي قتل فيه نحو32 ألف شخص. وقال محمد الدوماني الناشط من حي دوما في دمشق حيث توجد جيوب لمقاتلي المعارضة إن الجيش بدأ قصفا بالمورتر في السابعة صباح أمس مضيفا أنه سمع دوي15 انفجارا في ساعة واحدة وإن مدنيين اثنين قتلا بالفعل. وقال إن الوضع الآن لا يختلف عنه قبل الهدنة. وعرض بيان من القيادة العامة للقوات المسلحة تفاصيل عدة خروقات لوقف إطلاق النار وقال إن إرهابيين فتحوا النار علي نقاط تفتيش وهاجموا دورية للشرطة العسكرية في حلب بالقنابل. وقالت المرصد السوري لحقوق الإنسان وهو جماعة معارضة مقرها في بريطانيا ولها شبكة مصادر داخل سوريا إن أكثر من150 شخصا قتلوا أمس الأول. وقال المرصد إن معظم القتلي سقطوا بنيران القناصة أو في اشتباكات مسلطا الضوء علي تراجع مؤقت في حدة القتال الذي تقوم خلاله قوات الرئيس السوري بشار الأسد بغارات جوية يومية وقصف عنيف بالمدفعية علي معظم المدن. وأضاف أن43 جنديا قتلوا في كمائن وخلال اشتباكات وقال التليفزيون الرسمي إن انفجارا عنيفا بسيارة ملغومة قتل خمسة أشخاص في دمشق. وفي موسكو, أعلن جينادي جاتيلوف, نائب وزير الخارجية الروسي ان المعارضة السورية أحبطت اتفاق هدنة عيد الأضحي, مشيرا إلي تصميمها علي مواصلة العمليات القتالية. ونقلت وكالة أنباء نوفوستي الروسية عن جاتيلوف قوله إن الغربيين عرقلوا في مجلس الأمن الدولي إصدار بيان يدين العمل الإرهابي الأخير في دمشق. وأفادت الوكالة من مقر المنظمة بنيويورك بأن روسيا قدمت أمس الأول الي مجلس الأمن الدولي مشروعا لبيان يدين هذا الحادث, غير أن مجلس الأمن لم يتبن هذا المشروع بسبب موقف إحدي الدول الأعضاء فيه التي عللت رفضها الموافقة علي الوثيقة الروسية ب بقلة المعلومات حول هذا الحادث. وأشارت نوفوستي الي أن المشروع الروسي تضمن التعازي لأسر ضحايا التفجير, والتأكيد علي تمسك مجلس الأمن الدولي بمكافحة الإرهاب بشتي أشكاله وفقا للالتزامات المنبثقة عن ميثاق الأممالمتحدة. وفي أنقرة, نفت قيادة أركان الجيش والقوات المسلحة التركية, أي وجود لعناصر عسكرية أو وحدات أمريكية, علي الأراضي التركية للمساعدة فيما يتعلق بالاحداث العسكرية الجارية في سوريا. وأوضح بيان صادر عن قيادة الجيش- نقلته وكالة أنباء الأناضول التركية- أنه لا وجود لأي قوات أو عناصر عسكرية للقوات المسلحة الأمريكية الحليفة والصديقة لتركيا, خارج اتفاقية التعاون الإقتصادي والدفاع الموقعة في11 ديسمبر1980, واتفاقية14 سبتمبر2011, والملحقية العسكرية الموجودة بالسفارة الأمريكية في أنقرة. وأكدت قيادة الجيش التركي في بيانها, أنه لا وجود لأي عناصر تابعة للقوات المسلحة الأمريكية, تعمل علي الأراضي التركية, بشأن الأحداث والتطورات التي تشهدها سوريا. وكان إمام وخطيب المسجد الحرام أمس الأول قد دعا إلي اتخاذ خطوات عملية وعاجلة لوقف نزيف الدم في سوريا الذي أسفر عن مقتل نحو32 ألف شخص وحث دول العالم علي تحمل مسئوليتها الأخلاقية تجاه الصراع. وقال الشيخ صالح بن محمد آل طالب في خطبة العيد أمس الأول الواجب علي العالم أن يقوم بمسئولياته الأخلاقية والقانونية أمام المجازر والمظالم التي ترتكب كل يوم في بلاد الشام والانتهاكات المستمرة في فلسطين.