مثل الكثيرين تابعت الفيديو الذي تم التقاطه لطفلة مرسي مطروح التي أصرت علي لقاء الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية أثناء إلقاء كلمته في اللقاء الجماهيري خلال زيارته مؤخرا للمحافظة. وكان انطباعي مختلفا عن الكثيرين الذين اختلفوا فيما بينهم بين قائل بأن الفيديو مجرد حركة لإبراز بساطة وعفوية الرئيس ودللوا علي ذلك بأن أحد حراسه هو من أشار بيده للطفلة حتي تعبر الحاجز البشري الذي أحاط بمكان الرئيس. وقائل بأن الطفلة تستحق التقدير والإشادة لشجاعتها وقوتها وتحديها للجميع وإصرارها علي إحراج الحرس عندما رفعت صوتها وقالت:' عمو مرسي... يا عمو مرسي' لدرجة خشي معها أعضاء فريق الحراسة أن يكون صوتها قد وصل إلي الدكتور مرسي ويتأكد من أنهم منعوا وصول تلك الطفلة إليه. فقد رأيت في وجه تلك الطفلة وحالة الرعب التي كانت تعلو وجهها والقلق الذي يرسم دموعا حبيسة في عينيها عزتها وكرامتها وبحثها عمن يحل مشكلة أسرتها وأمها وإصرارها علي مقابلة المسئول الأول وما بين تلك العزة والكرامة نافذة ينتظر ضوءا قد يأتي وقد لا يأتي يقود مسئولي هذا الوطن إلي إنقاذ الأطفال في مصر. صحيح أن الرئيس مرسي كان كريما وقابل الطفلة وسمح لأمها أن تخترق الحاجز البشري لتصل إلي المنصة وصافحها مرسي ثم تحدثت إليه بشكواها وطلب مرسي من حراسه تسجيل اسمها ورقم هاتفها, وقال لها' سنتصل بك', فقالت له:' معنديش تليفون', فقال لها الرئيس:' طب قولي عنوانك واحنا نجيلك'. هذه الطفلة هي تعبير عن أطفال مصريين كثيرين يعيشون تحت أسر ظروف أسرهم القاسية ولا أحد يشعر بهم أو يحس بصرخاتهم وأطفال آخرين اضطرتهم الظروف أن يكونوا من سكان الشوارع والحارات وكل أمنيتهم أن يشعروا أنهم بشر وليسوا كلابا تعاني من جرب المجتمع الذي أصبح بلا قلب وبلا حل إنساني لمشكلة هؤلاء الأطفال. هؤلاء الأطفال لايريدون الدستور ولا يعرفون شيئا عن خلافات المدنيين والإسلاميين ولا يسمعون عن قوي اليسار ولا يمين الوسط ولكنهم يريدون الكساء والغذاء والسكن والعلاج ويبحثون عن القلب الرحيم الذي أصبح عملة نادرة في بنو البشر. يريدون أن يكونوا أطفالا طبيعيين بدون' الكلة' وسقف الكباري وصمت المقابر وذل الشارع ومذلة الحاجة. إنهم يريدون الحياه الطبيعية فهل تراهم يا عمو مرسي ؟ [email protected] رابط دائم :