لا فرق بين وزير أباح ضرب التلاميذ ومعلمة قامت بقص شعر تلميذات لإجبارهن علي ارتداء الحجاب, كلاهما مارس الإرهاب ضد براعم صغيرة تبحث عن القدوة وتنقب عن المعرفة وتحبو علي طريق المستقبل. كلاهما خرج عن أصول التربية وقواعد التعليم وتجاهل مبادئ صناعة جيل يؤمن بثقافة التسامح وينبذ العنف والكراهية, جيل يتربي بعصا الحب والانتماء والشجاعة وعلي أصول التربية الحديثة في الحوار والنقاش والإقناع. لم أصدق نفسي في أن يكون المسئول الأول عن وزارة التربية والتعليم في مصر بعد الثورة, داعيا لضرب التلاميذ ومؤمنا بالعقاب البدني أسلوبا للتعليم ومنحازا لاستخدام العصا سلاحا في التربية والتعليم, ثم يتمادي في منهج العقاب ويتكرم ويرق قلبه علي أبنائه التلاميذ ويقول بشرط ألا يكون الضرب مبرحا أي كما نفهم من كلام سيادة الوزير ألا يصل الضرب إلي كسر يد أو فتح جمجمة, متجاهلا ما توصلت إليه الدراسات العلمية التي تملأ مواقع التواصل الاجتماعي من أن ضرب التلاميذ يؤدي إلي تشوهات نفسية لدي التلاميذ تمتد معه طوال حياته وتولد لديه ميولا عدوانية وكراهية للمدرسة وأن شخصية المعلم هي عصا التربية والتعليم من خلال ما يمتلكه من مهارات تعليمية وقدرة علي إقناع التلاميذ وحفزهم علي العلم والتحلي بالفضيلة ومكارم الأخلاق. ويقول الفيلسوف العظيم أفلاطون في حديثة عن أصول التربية والتعليم مخاطبا المعلم فليس لك أيها الصديق أن تستخدم القوة مع الأطفال, وإنما عليك أن تجعل التعليم يبدو لهوا بالنسبة إليهم, لأن العلوم التي تقحم في النفس قسرا لا تظل عالقة في الذهن. ولو أن المدرسة التي تجرأت وتجبرت وتربصت وانقضت بمقص الإرهاب علي شعر ملائكة صغار لتلقي به متناثرا علي الأرض عقابا علي عدم ارتداء الحجاب استمعت أو درست أو طالعت ما جاء في تعاليم الدين وفي دراسات الخبراء لعلمت تلاميذها بطيب الكلام وعذب الحديث بدلا من القهر والقسر والترهيب. هذا ما صار من وزير ومن مدرسة تعمل تحت قيادته.. والسؤال للسادة القراء, هل تري في مصر الآن وزارة التربية والتعليم؟ [email protected] رابط دائم :