لاشك أن العبء الأكبر لإصلاح ما أحدثته الفوضي نتيجة الفهم الخاطئ لمفهوم الحرية الوليدة التي أحسها المصريون بعد الثورة.. العبء الأكبر للإصلاح يقع علي عاتق وزارة الداخلية ممثلة في وزيرها الجديد النشيط أحمد جمال الدين.. وواضح أنه منذ كان مديرا للأمن العام وهو يعرف دهاليز البلد.. ويضع يده علي كبار البلطجية ليس في العاصمة وحدها, وإنما في معظم أقاليم مصر.. هكذا تحمل إلينا الأخبار كل يوم في سلسلة القبض علي هؤلاء الذين يعكرون صفو حياتنا ويسلبون منها الأمن. ولعل القبض علي نخنوخ في الإسكندرية وبيسو في المنوفية وريشة في القليوبية وبيبيتو في الشرقيةوالقليوبية وفرافيرو وثروت وحمدان الصعيدي.. وأخيرا بلطجية بحيرة المنزلة. هؤلاء الذين كانوا يتحكمون في الآلاف من البلطجية ويروعون حياة الناس بما يفرضونه من إتاوات وانتقامات. ولقد كانوا جميعا محصنين من النظام السابق, بل وكانوا يعملون مع الشرطة كمرشدين.. يأتي بعد القبض علي زعماء الإجرام.. ضبط الأسلحة المنتشرة حاليا مع كل من هب ودب.. ثم ثالثا المخدرات, والمخدرات التي يتعاطاها الشباب بقصد النشاط أو الغيبوبة.. والذي يدفعنا إلي هذا الموضوع هو موضوع التحرش الجنسي.. ولقد كتب الكثيرون في هذا الموضوع وأوجدوا أسبابا موضوعية وغير موضوعية.. ولكن لم يتطرق أحد إلي ذلك السيل من الحبوب المخدرة التي تدخل البلاد يوميا والتي تنجح الشرطة في ضبطها أحيانا بالملايين.. ولا يكاد يمر يوم أو يومان دون أن تضبط كميات رهيبة منها.. وطبعا لا يضبط حسب الإحصاء سوي واحد من عشرة منها, بينما ينجح المهربون في تفويت الباقي. ** الحبوب المخدرة هي السلاح الجديد الذي يضربنا به أعداؤنا.. هو تخريب عقول وأجساد وأرواح الشباب, مما يأخذهم في اتجاه الانحراف سواء الانحراف السلوكي أو الجنس أو الإجرامي.. وأنا لا أعرف لماذا لا يعتبر مهرب المخدرات من المفسدين في الأرض وهو كذلك فعلا.. ولماذا وهو يعلم جيدا أنه يقتل الشباب بهذه السموم لماذا لا يعاقب العقاب المناسب له وهو الإعدام حتي يكون عبرة لغيره, كما يحدث في بعض البلاد العربية؟ *** البلطجة والسلاح والمخدرات.. الثلاثي المدمر لأي مجتمع.. هم التحدي الكبير للسيد وزير الداخلية.. ولأنه نشط في التصدي لهذا الثالوث القاتل.. وجب علينا أن نحييه وأن نطلب منه المزيد.. فالقانون وحده كما نشاهد لا يكفي! [email protected] رابط دائم :