المتتبع للحوادث اليومية في مصر, سواء في العاصمة أو الأقاليم يحس بالأثر المدمر الذي أحدثه توافر الأسلحة في أيدي الناس عامة, والخارجين علي القانون خاصة. حتي إن السلاح حل محل الأيدي في الشجارات, بل إنه شجع علي أنواع مستحدثة من الجرائم, لذلك كان العبء الأكبر لإصلاح ما أحدثته الفوضي, نتيجة لذلك يقع علي عاتق وزارة الداخلية, ممثلة في وزيرها النشيط اللواء أحمد جمال الدين وضباطها المضحين, وأفرادها الشجعان عموما, ويكفي أن نذكر استشهاد ثلاثة من ضباطها في48 ساعة فقط, هذا غير المصابين, ولعلنا لا ننسي تلك الحملة القوية التي تم فيها القبض علي نخنوخ في الإسكندرية, و بيسو في المنوفية, و ريشة في القليوبية, و بيبيتو في الشرقية, و فرافير و ثروت و حمدان الصعيدي وكل رؤساء وزعماء العصابات في أقاليم مصر, هؤلاء الذين كانوا يتحكمون في آلاف البلطجية, ويروعون الناس, وأخيرا بلطجية بحيرة المنزلة الذين حولوها إلي دولة كاملة للإجرام. * المهمة الثانية التي نشطت فيها وزارة الداخلية هي ضبط المخدرات, خصوصا تلك الحبوب المخدرة التي تدخل البلد كل يوم, وهي بالملايين, ويتعاطاها الشباب بقصد النشاط أو الغيبوبة التي لاشك لها علاقة بموضوع التحرش الجنسي, ولا يكاد يمر يوم واحد دون أن تضبط كميات رهيبة من تلك الحبوب تأتي مهربة إما ضمن بضائع, أو عن طريق ليبيا مع الأسلحة, وهي في رأيي أخطر أنواع الأسلحة تدميرا. الحبوب المخدرة إذن هي السلاح الجديد الذي يضربنا به أعداؤنا لتخريب عقول وأجساد وأرواح الشباب ليأخذهم في اتجاه الانحراف السلوكي, والجنس الإجرام, ونحن لا نعرف لماذا لا يعتبر مهرب ومروج المخدرات من المفسدين في الأرض, وهو كذلك فعلا, وهو يعلم جيدا أنه يقتل الشباب بهذه السموم؟ لماذا لا يعاقب العقاب المناسب له وهو الإعدام حتي يكون عبرة لغيره ولأمثاله من المفسدين. * البلطجة والسلاح والمخدرات.. هذا الثلاثي المدمر لأي مجتمع.. هي التحدي الكبير للسيد وزير الداخلية النشيط.. ولأنه نشط في التصدي لهذا الثالوث القاتل.. وجب علينا أن نشكره ونشجه ونحييه, وأن نطلب منه المزيد حتي يعود لمصر أمنها وأمانها, وحتي يدخلها الداخلون بسلام آمنين. [email protected]