مرض البهاق من الأمراض الجلدية المزمنة وقد عرف منذ القدم وهو يظهر علي هيئة مساحات بيضاء خالية من الخلايا الملونة التي تحتوي علي صبغة الجلد المعروفة باسم الميلانين. ونتيجة اختفاء هذه الخلية يظهر الجلد وكأن به بقعة بيضاء, وقد لوحظ ان هذه البقع تأخذ اشكالا مختلفة وليست لها حدود ثابتة, كما ان المرض قد يصيب اي جزء وبشكل واحد. ويصيب البهاق حوالي1% من تعداد السكان في اي مجتمع, كما انه قد يصيب الاطفال الصغار او الاشخاص المتقدمين في السن حتي انه سجلت حالات اصابة في سن الثمانين من العمر, الا ان اكثر الفترات تعرضا للاصابة هي الفترة من عمر25 45 الا انه مرض غير معد, أي أنه لاينتقل من شخص لآخر علي الاطلاق سواء بالمعاشرة أو الملامسة أو بأي وسيلة أخري. وقد لوحظ أن هناك نسبة من الاصابة بمرض البهاق ترتبط ببعض العائلات أي أنه قد يلعب العامل الوراثي دورا في ظهور المرض إلا أن هذا ليس قاعدة, فكثير من الحالات تظهر دون الارتباط بأي عوامل وراثية, كذلك لوحظ ان هناك نسبة من الاصابة تحدث نتيجة لتعرض المريض لصدمة شديدة او حالات حزن كبير او التعرض لخوف شديد كما يحدث للاطفال. وحديثا اثبتت الابحاث العلمية الجديدة عن مرض البهاق انه مرتبط ببعض الامراض الناتجة عن خلل في الجهاز المناعي للجسم, كما انه وجد في دم كثير من مرضي البهاق اجسام مضادة يفرزها الجسم ضد خلاياه الملونة مما يؤدي الي تكسيرها وتدميرها وبالتالي ظهور البقع الخالية من اللون علي الجلد, وهذه النظرية الجديدة تميل الي تفسير سبب المرض علي انه ناتج من خلل في الجهاز المناعي للإنسان, عما يضع مرض البهاق ضمن امراض الجهاز المناعي. والطريقة الجديدة في العلاج تعتمد علي النظرية السابقة حيث يستخدم دواء الميثوتركسات المخفض لنشاط الجهاز المناعي في علاج البهاق بغرض منع الاجسام المضادة للخلايا الملونة من محاربتها وبالتالي مقاومة المرض ومنع انتشاره وعلاجه.