من العلمين إلي السلوم مرورا بسيدي عبد الرحمن وغزالة والضبعة ودلال وفوكة ورأس الحكمة وكراولة وسبلة ومطروح وسيدي براني تتكون المنطقة الغربية في مصر. ظلم وتهميش وألغام ونظرة أمنية لأبنائها, بعض مما عانوه في ظل النظام السابق.. فوضي وانفلات وتهريب أسلحة وسيارات واشتباكات واقتحامات, بعض مما يعيشونه حاليا. الأهرام المسائي كانت هناك ترصد بعضا من هذا وذاك وملامح من واقع ينذر بخطر أن لم يتم التعامل معه.. وكانت البداية بالضبعة والعلمين. بزيارتين لمدينة العلمين قمنا بهما بهدف التعرف علي ملامح المكان الذي لا يعرف عنه الكثيرون سوي الاسم واقترانه بمعركة العلمين الشهيرة ومآسي الألغام وما تفعله بالمصريين.. هناك استطعنا الاقتراب أكثر من البشر الذي يعاني ولا يملك سوي الصبر عله يكون مفتاحا للفرج المنتظر. والعلمين مثل الكثير من المدن المصرية في الكثير من المحافظات المصرية أيضا تحمل بين شوارعها وطرقاتها الكثير من المشكلات الحياتية من عدم رصف وعدم وجود صرف صحي وسوء بقية المرافق وهي أمور تتشابه فيما بينها مع بقية المدن والمحافظات لكنها تختلف إجمالا عن حال مدن وقري تنتشر علي الساحل الشمالي الذي يبعد دقائق قليلة عن العلمين ولكنها تحمل وصفا سياحية يجعل ارتيادها حلما لكثيرين. صحيح أن الألغام هي المشكلة الأكبر في العلمين حتي الآن برغم جهود كثيرة قامت بها القوات المسلحة لإزالة حوالي60% منها حيث تأخر اهتمام الدولة بالأمر كثيرا وفق ما ذكر لنا الأهالي هناك ومنهم الشيخ داوود الذي طالب أساتذة القانون الدولي المصريين بضرورة البحث عن حل أو إجراء قانوني يضمن لمصر حقوقها سواء بشأن مشكلة الألغام أو الدانات والخراطيش التي طالت الناس هناك مشيرا إلي سماعهم كثيرا عن قصص مبالغ التعويضات التي رصدت لأهالي العلمين ولم يحصلوا منها سوي علي القليل بداية من عام1945 حيث كانت قيمة مبلغ التعويض120 جنيها وبعدها تولت وزارة الشئون الاجتماعية الأمر. سوء الخدمات ليست الشكوي الوحيدة للأهالي فهناك أيضا لا تتوافر فرص العمل وتنتشر البطالة خاصة بين الشباب بشكل كبير حيث قال خالد داوود حاولت البحث عن فرصة عمل في الكثير من الأماكن إلا أن المشكلة منتشرة بشكل كبير سواء بين المتعلمين أو غير المتعلمين رغم وجود مشروعات كثيرة نسمع عنها لتمليك أراض لاستصلاحها للاستفادة من ترعة الشيخ زايد القريبة حيث لا ينقصنا إلا إطلاق المياه فيها لزراعة الأرض لكنها تذهب إما للمستثمرين أو لمن لهم واسطة أو غيره ولا حيلة للكثيرين في ذلك. وأشار محمد عبدالراضي حاصل علي دبلوم تجارة إلي أنهم قديما كانوا يعيشون علي الرعي ولكن بعد انتشار القري السياحية بالقرب منهم دخل الكثيرون في التجارة وطالب الدولة بضرورة الاهتمام بإنشاء مشروعات تنموية أو مساعدة الشباب لإقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة. يوسف محمد وعز الدين جاءت مطالبتهما بضرورة توفير فرص عمل أمرا يؤكد علي خطورة ظاهرة البطالة وانتشارها بين الشباب هناك خاصة مع تأكيدهما علي حرمان الشباب هناك من فرص العمل المتاحة في مشروعات البترول والكهرباء وغيرها من مشروعات الدولة الأمر الذي يعزز لديهما الإحساس بالتهميش. تجارة السيارات القادمة من ليبيا خاصة في الفترة التي أعقبت الثورة هناك وما تلاها من انفلات سواء هناك أو في مصر وتجارة السلاح والمخدرات وحكاياتها التي سمعناها من الناس تجعلنا ندق جرس إنذار للمسئولين في البلاد لتشديد الإجراءات الأمنية علي الحدود المصرية لمنع دخول المزيد من هذه القنابل الموقوتة إلي الداخل مع متابعة ما دخل بالفعل والتصرف حياله. وعن الحياة الاجتماعية في العلمين قال خميس مراد الالتزام بالتقاليد أمر يلتزم به الناس هنا نظرا لخصوصية المنطقة منذ القدم خاصة فيما يتعلق بالمرأة إلا أن التعليم وخروج البنات سواء للدراسة أو العمل أحدث تغيرا كبيرا في الأمر إلا أن هناك الكثير من الأسر خاصة المرتبطة بالقبائل تتشدد في هذا الأمر, كما أن تعدد الزوجات هناك أمر عادي وكثيرا ما تلعب الزوجة دورا كبيرا في إتمام الزيجة الثانية والثالثة والرابعة لزوجها طالما كانت هناك استطاعة مادية وأمام دهشتنا ونحن نسمع قال: الأمر هنا عادي فأنا متزوج من زوجتين الأولي هي من قامت بخطبة الثانية لي حيث كانت قد أنجبت ثلاث بنات وكنت أريد الولد, وبالفعل تزوجت الثانية وأنجبت ابني احمد ومن العادات المتبعة انه مثلما يتكلف بيت الثانية من جهاز يكون نصيب الزوجة الأولي ايضا حيث من التقاليد المتبعة هنا أن يشتري الزوج لزوجاته الأخريات مثلما يشتري للعروس الجديدة تماما سواء شبكة أو أثاث وهو ما يشدد عليه الشرع هنا بهدف أن تبقي العلاقة بين الزوجات طيبة وتقلل من الغيرة.