كيف يتم اختيار المحافظين منذ ثورة1952 ؟ وحتي أكون موضوعيا فإن الشواهد لحركات اختيار المحافظين منذ60 عاما وحتي الآن تعتمد علي نظام المحاصصة من أهل الثقة. بمعني أن النظام العسكري الذي ارتدي الثياب المدنية بدءا من جمال عبدالناصر وحتي مبارك كان ينتقي أهل الثقة من المؤسسات التي تحمي استمراره وهي القوات المسلحة والشرطة والقضاء والمخابرات العامة, لذا كنا نجد أي حركة محافظين هي كوكتيل من ابناء هذه المؤسسات ويضاف اليهم شوية اساتذة جامعة ذرا للرماد في العيون لاضفاء معني أن النظام يؤمن بدور العلم في الإدارة المحلية وإننا دولة مدنية وليست عسكرية إلي آخر هذه الشعارات الطنانة التي شبعنا منها. وعلي مدي الستة عقود الماضية لم نر المحافظ الفذ الذي استطاع تغيير المحافظة المسئول عنها إلا ثلاثة الأول اللواء إبراهيم بغدادي عندما تولي مسئولية العاصمة في نهاية الخمسينيات وأبرز انجازاته انشاء كورنيش للنيل يمتد من شبرا الخيمة حتي حلوان, والثاني اللواء عادل لبيب الذي أحال قنا إلي قطعة من أوروبا, واللواء سمير يوسف محافظ الأسوان السابق رحمه الله الذي هدم عشوائيات مدينة أسوان وشق شوارع واسعة بعد أن كانت حواري ضيقة وأنشأ السوق التجارية للمدينة التي أصبحت مزارا سياحيا قبل أن تكون مزارا للتسوق. لو حسبناها بالعقل نري أنه علي مدار60 عاما تم تعيين مئات المحافظين ولم يبق في ذاكرة التاريخ والمصريين سوي ثلاثة. إذن طريقة الاختيار خطأ ولابد من تغييرها خاصة بعد ثورة25 يناير لاننا لم نر محافظا تفاعل مع اهالي محافظته إلا من رحم ربي وقليل ما هم. يمثل هذه القلة اللواء محمد علي فليفل هذا الرجل الذي ذهب محافظا لدمياط منذ وزارة عصام شرف ومستمر لكفاءة أدائه حتي الآن, هذا الرجل وجد أنه محافظ علي18% من دمياط فقط والباقي موزعة تبعيته الإدارية بين عدة وزارات, الأوقاف, والاسكان, والري والنقل إذن لا سلطان له سوي علي18% فقط, اما ميناء دمياط فتابع لوزارة النقل, ومدينة دمياطالجديدة تابعة لوزارة الاسكان, بحيرة المنزلة تابعة لهيئة الثروة السمكية, وكل موارد هذه الجهات تذهب إلي الوزارات التابعة لها, أما أهالي دمياط فليس لهم نصيب منها. و لأنه مقاتل فإن عزيمته لم تلن وتقدم بمذكرات عديدة لرؤساء الوزراء السابقين, والحالي هشام قنديل يطالب فيها بأن يكون لمحافظة دمياط نصيب معلوم من موارد هذه المشروعات الاقتصادية العملاقة علي أراضيها. ألا تري ان نظام اختيار المحافظين والوزراء وقيادات مفاصل الدولة لابد أن يتغير لتكون القلة المبدعة التي رأيناها طيلة العقود الستة هي الكثرة.