يزيد القلق في فترات التحول. وتمر مصر بتحول منذ قيام ثورة25 يناير التي أنهت عصرا وكانت بداية عصر. ومن أسباب القلق أن العصر الجديد يبدو غير قادر علي الانسلاخ من العصر الذي قال له الشعب بالدم والدموع اذهب. والعجز عن ترك أمس إلي اليوم علي نحو واضح أسبابه كثيرة:1 الثورة لم تكن لها قيادة.2 الثورة لم يكن لها برنامج مفصل.3 الثورة تداعت عليها قوي راحت تمنعها من الوصول إلي حدود التغيير القصوي. وقد أراد الرئيس محمد مرسي أن يقول ذلك في خطابه يوم السبت بإشارته إلي أن الفساد يعرقله. والأكثر من ذلك أن الدكتور عصام العريان الذي يقوم بأعمال الرئيس علي رأس حزب الحرية والعدالة منذ استقالة مرسي من قيادته قال إن الرئيس مكبل. ومن الضروري أن ذلك يثير قلق الناس بمن فيهم من يؤيدون الرئيس كلما تكلموا. فليس أصعب علي شعب من أن يبدو رئيسه أمامه في ثوب غير القادر علي الإنجاز بسبب من يقطعون الطريق علي السائرين نحو النجاح. لكن ما يقلقني ويقلق كثيرين بالطبع أن يكون من شأن المعوقات العودة بالبلاد إلي بعض أصعب أوقاتها في العهد السابق, بل خلال عهد السادات أيضا, وهي فترات رفع الأسعار دون زيادة الدخول. ففي تلك الفترات يشعر الناس بأن ظهورهم إلي الحائط. وقد شعر المصريون بذلك وهم يستمعون إلي رئيسهم الذي قدم لهم حجج رفع أسعار الطاقة الذي صار علي الأبواب. ومن ذلك قوله إن دعم أنبوبة البوتاجاز- التي تبيعها الدولة بثلاثة جنيهات- يبلغ64 جنيها. ومن أكثر ما يثير قلقي أن تتحول سياسة دولة إلي حملة علاقات عامة. والحديث موصول.