تمر أكاديمية الفنون بفترة حرجة من تاريخها العلمي والأكاديمي, نظرا لعدم وضوح رؤية ثابتة ومتفق عليها لتطوير العملية العلمية التي توقفت علي المناهج القديمة واحيانا تكون الدراسة بلا منهج محدد, وفي النهاية يضيع الطالب بين كل تلك التصورات. ويعترف اساتذة الأكاديمية وعمداؤها ورئيسها بأن الوضع التعليمي في الأكاديمية به تدهور ويحتاج إلي إصلاح, وكل منهم يري سبب هذا التدهور من وجهة نظره ويحمل المسئولية للأخر. في البداية يقول د. عاطف إمام عميد معهد الموسيقي العربية إن جميع المواد الدراسية بمعاهد أكاديمية الفنون متخصصة في فنون المسرح والسينما والموسيقي والباليه والنقد والفنون الشعبية, لكن المناهج تحتاج إلي تطوير, خاصة نظام الترم الذي تتعامل به الأكاديمية يفسد أي خطوة للتطوير, فلابد أن تكون شهور الدراسة الثمانية مستمرة دون إنقطاع خاصة لأننا مجموعة من المعاهد المتخصصة, ونظام الترم تسير عليه المراكز التعليمية والأكاديمية في الدولة لكنه لا يليق للدراسة المتخصصة في الأكاديمية. وأضاف إمام أن المواد الدراسية عملية وبها جانب تطبيقي, لذا نحتاج تطويرها عن طريق دراسة إمكانيات كل معهد علي حدة وما ينقصه لاستكماله للنهوض بالحركة التعليمية, وبخصوص معهد الموسيقي العربية نريد تحديث المكتبات السمعية والمكتبات الثقافية وتجديد المعهد وإنشاء مسرح ليساعد المتخرجين علي أداء مشاريع التخرج, حتي ان المعهد لا يوجد به قاعة واحدة للبروفات والتدريبات, لأن الامكانات المادية لا تكفي حتي لشراء بعض الكتب. والمسئول عن هذه المشروعات هي إدارة الأكاديمية التي بدأت حاليا بتجديد معهد فنون مسرحية والكونسرفتوار, لكن لا يوجد جدول زمني يحدد متي يبدأ العمل في باقي المعاهد, لكننا نحتاج سريعا لخطة واضحة, لأنه كيف أقوم بعملي الأكاديمي ولا يوجد لدي وسائل للتعليم لا قاعات ولا آلات ولا أجهزة سمعية وبصرية ولا أجهزة حاسب وانترنت لكي يتعرف الطالب علي التطور العالمي في تخصصه. الانفراد بالقرار وأوضح د. وليد شوشة استاذ النقد الموسيقي بمعهد النقد الفني أن هناك مشكلة في العملية التعليمية في الأكاديمية, لأن في أي مؤسسة جامعية أو أكاديمية لكي تستقر وتتطور يتم هذا بالتواصل والاجتماع بين المعنيين وهنا هم الأساتذة في الأقسام ورؤساء المعاهد والطلاب ورئيس الأكاديمية, لكن كل هذا مفقود, لأن كالعادة هناك انفرادا في اتخاذ القرارات كما انها قرارات مرتجلة وعشوائية, ومن تلك القرارات هو السماح لمعهد النقد الفني المعني بالدراسات العليا إلي استقبال طلاب في مراحل البكالوريوس دون تجهيزات مسبقة ولا مواد, مما أدي إلي خلل كبير لأن القرار يفتقر للرؤية السليمة, هذا جعل طالب النقد الفني يتحول لطالب تاريخ الفنون وليس النقد العلمي. وأكد شوشة أن هناك فجوة ما بين مايدرسه الطالب ومايجب عليه ممارسته بعد التخرج, فحدث فجوة ما بين المقررات المفروضة وصاحب القرار, فلا يمكن ان تكون آلية وضع الرؤي والاستراتيجيات من جهة او عين واحدة, فلابد ان نستفيد بالخبرات المختلفة, والوقوف أمام الرؤية المتفردة التي أدت علي سبيل المثال الي خروج طلاب البكالوريوس في تظاهرة واعتصام بسبب كثرة المواد التي يدرسونها في الترم الواحد ووصل عددها20 مادة وما كان من رئيس الأكاديمية, غير أنه اتخذ قرارا بأن يقل عدد المواد الي النصف دون مناقشة الأساتذة لمعرفة المواد التي يجب علي الطالب دراستها أو أن توضع في الاعتبار بعض المشاكل الإدارية الأخري. السعي وراء نظام الجودة واختلف د. عبد الناصر الجميل عميد المعهد العالي للفنون المسرحية مع غيره من الأساتذة مؤكدا أن تدهور العملية التعليمية كان قبل الاصلاحات واللائحة الجديدة التي تتبع نظام الجودة الموجود في المحافل الأكاديمية في العالم, ومنه نظام الساعات المعتمدة التي تقدم به د. سامح مهران رئيس الأكاديمية كمشروع لتطوير العملية التعليمية, يتيح للطالب فرصة إختيار مواده وأساتذته ويمكن لنتيجة امتحانه أن تظهر في نفس الوقت, لكن هذا يتطلب من اساتذة الاقسام ان يقدموا توصيفا دقيقا للمواد التي يدرسونها حتي يكون التدريس أكثر تخصصا ويكون هناك نظام معتمد تسير عليه العملية التعليمية, كما يتيح لإقامة مشاريع مشتركة بين الاقسام في كل المعاهد, مما يفيد الطالب ويحدد حقوقه, لكن بعض الاساتذة يعترض علي التطوير لان كل واحد منهم يريد أن يدرس علي طريقته دون أن يقدم توصيفا لمادته, كما رفضوا الاستعانة باساتذة من الخارج لسد العجز في بعض المعاهد. أضاف عبد الناصر نريد أن نطور المناهج لأنهه قديمة ومنها ما يقف في دراسته عند القرن18, ومن المفترض أن تجدد المواد كل5 سنوات للحاق بركب التطور, فمشروع التطوير المطروح يراهن علي مستقبل الطلبة. نظام الترم هو السبب ويضيف د. سيد خطاب الاستاذ بالمعهد العالي للفنون المسرحية ورئيس الرقابة علي المصنفات الفنية ان الاكاديمية بها نظم تعليمية مختلفة منها مستويات عالمية, ويمكن ان نقول ان في معاهد مثل الباليه هناك أستاذ لكل طالب, والأزمة جاءت عندما تحولنا من نظام العام الدراسي الكامل الي نظام الترم, مما احدث خللا لم يتم معالجته علي مستوي المناهج والمقررات, كما أن هناك بعض الاساتذة لم يستطيعوا أن يكتبوا توصيفا لموادهم لينتقلوا للمرحلة الجديدة بشكل سلس, ومع تطور المناهج وثورة المعرفة والإنترنت أصبحت المعلومات متاحة ونحتاج الي متابعة هذه الثورة المعرفية لنتفق مع معايير الجودة التعليمية, وهذا ما حاول أن يقدمه مهران من خلال نظام الساعات المعتمدة والذي يطبق في الاكاديمية. ويري ثابت مدكور معيد بمعهد السينما قسم التصوير أن الحل يكمن في إعداد اللوائح المناسبة لانتخابات نزيهة علي منصب رؤساء الأقسام والعمداء ويتم وضع لائحة للتطوير بما يتناسب ومعطيات الاكاديمية الحالية وهي كافية بالمناسبة لكها تحتاج إرادة تطوير حقيقية. ضعف الميزانية فيما قال د. سامح مهران رئيس الاكاديمية هدفنا ان ندخل التصنيف الدولي, مما يفرض علي الاساتذة شكلا جديدا من العمل منها ان ينشروا مقالاتهم في مجلات دولية مما يستوجب ان يكونوا ملمين باللغة الانجليزية, ونحدد المحتوي العلمي عن طريق الرجوع الي المعاهد العالمية. واضاف مهران يجب ان نعترف ان لدينا نقاط ضعف ونقص نحتاج فيها الي دعم الدولة لان دراسة الفنون مكلفة وتحتاج ميزانية كبيرة ففي دراسة السينما بامريكا يصرف علي الطالب في العام80 ألف دولار, وهذا لا يتوافر للاكاديمية, ورغم هذا نعمل بجد علي مشروع التطوير الذي يتم بشكل رأسي وبتخطيط, كما نسعي لان تنضم الاكاديمية للمجلس الاعلي للجامعات وقدمنا طلبا لوزير التعليم العالي, لكي يتم العمل بقواعد الجامعة في الاكاديمية.