شاهدت منذ أيام قليلة وللمرة الخمسين أو يزيد فيلم دعاء الكروان عن رائعة عميد الادب الدكتور طه حسين والذي لعبت بطولته سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة والفارس أحمد مظهر مع امينة رزق وزهرة العلي والراحل عبدالعليم خطاب. الذي سألته البطلة السؤال الخالد في تاريخ السينما المصرية هنادي وين ياخال واجابها قائلا هنادي راحت في الويا وكالعادة كلما شاهدت الفيلم وجدت نفسي أتحسر علي زمان وسينما زمان التي كانت تحترم عقول المشاهدين من المثقفين وكما نسميهم الان الصفوة فلا تستخدم الاسفاف أو المعلومات الخاطئة وهي في نفس الوقت تقدم للجمهور العادي جرعة ثقافية في متناول تقديره ويمكنه دون مجهود ان يتعلم فيها اشياء تلازمه طول حياته. كما ان هذا الفيلم تحديدا نموذج سيظل خالدا للقدرة علي تحويل عمل ادبي خالد لاديب كبير الي فيلم سينمائي دون تشويه أو لي ذراع للنص الادبي ودون اقحام اشياء او وقائع او احداث غير موجودة في النص الاصلي لزوم التشويق, وجذب الجماهير وتلبية رغباته. ان هذه العظمة الان ؟ سؤال طرح نفسه علي ذهني واين المخرج الذي يستطيع وبنفس مجردة وبعيدا عن حسابات المكسب والخسارة يستطيع ان يضع فيلما يأتي بكل تفاصيل القصة الادبية الاصلية ودون ان يقحم اي مشاهد دخيلة او تفاصيل من وحي خيال السيناريست حتي تعجب الجمهور الذي لايريد من السينما سوي الضحك او الفرفشة او الاطلال علي المشاهد الغريبة. وذهب بي الخيال أكثر وجدت نفسي اهمس قائلا لولا لوائح المهرجانات الدولية التي لاتقبل الا الافلام الطازجة للتمثيل فيها لكان هذا الفيلم وامثاله من افلام الخمسينيات خير مايمثلنا في المهرجانات بدلا من الحوسة التي نقع فيها مع كل مهرجان.