كرموز واحدة من أعرق مناطق الإسكندرية, بدأت نشأتها مع نشأة المدينة القديمة, أهلها سكندريون أصلاء, وأشهر معالمها السياحية هي عمود السواري ومقابر كوم الشقافة وبسبب الإهمال الجسيم توالت سرقات الاثار هناك. كما تدنت كل الخدمات في المنطقة حتي أصبحت بمثابة قنبلة توشك علي الإنفجار لتصيب عدواها كل المناطق المشابهة لها في الإسكندرية. ويقول حمادة منصور النائب الوفدي السابق في مجلس الشعب: تبدأ مشكلات منطقة كرموز من سرقة آثارها التي تنتشر بشكل كبير تحت البيوت والتي فجرها أخيرا القاء مباحث الآثار القبض علي شاب مصري يحمل الجنسية الأمريكية أثناء عمل نفق طوله18 مترا بجوار عمود السواري وكان بحوزته خرائط تخص بعض البعثات الأجنبية, أيضا مقابر كوم الشقافة التي أهملت رغم أن بها مدافن فرعونية تحت الأرض تهبط إليها من خلال99 درجة, لكن إرتفعت بها المياه الجوفية, مما اثر علي ألوان المقابر دون أن تتحرك أي جهة لإنقاذه. وأضاف منصور هناك العديد من الآثار الأخري في المنطقة ابرزها مجموعة التماثيل المستنسخة عن أبي الهول والمكتبة الحجرية التي تحفظ فيها الوثائق الفرعونية والرومانية, صهاريج المياه الرومانية وكل هذا مهدد إما بالمياه الجوفية أو بالاهمال وسوء الإدارة, وينقل منصور إلي مشكلة أخري كبيرة هي إحتلال الباعة الجائلين لشارع الترام معطلين كل وسائل المواصلات ومغلقين ابواب مقابر كرموز المعروفة بمقابر العمود مطالبا بضرورة وجود نقطة دائمة من شرطة المرافق في شارع عمود السواري بعد تقنين اوضاع الباعة الجائلين, وينقل إلي مساكن العرائس التي تنتشر بها مياه الصرف الصحي مهددة صحة السكان ومتسببة في تآكل الأساسات. أما المهندس احمد شعبان أمين حزب التجمع بالإسكندرية ونائب الدائرة السابق عن مجلس الشوري فأكد أن تجارة المخدرات ظهرت بصورة فجة في المنطقة تزامن معها الإنفلات في بناء العقارات التي ترتفع بدون الإجراءات الهندسية وفقا للقواعد مما يهدد بكارثة محققة خلال سنوات قليلة بسبب توسع المقاولين في استخدام المواد المسرعة لشكة الخرسانة, مما يؤدي إلي تفكك البناء الخرساني بسبب عدم تجانسه, فضلا عن أن شبكات الصرف الصحي لم تعد تتحمل التوسع الأفقي مما ينذر بقرب إنفجارها وتحويل شوارع كرموز إلي ترع تعج بالأمراض صاحب ذلك إنفلات أمني واسع أبرز مظاهره الدراجات النارية غير المرخصة التي يطوف بها الشباب في كل الشوارع ليلا ونهارا بمكبرات صوت مما يسبب إزعاجا دائما, كما تم تدمير الثروة السمكية في بحيرة مريوط المتاخمة لكرموز والتي كانت تعيل أسر الصيادين في المنطقة والذين أصبحوا بلا مورد وبلا تأمينات وبلا رعاية صحية. ويقول المواطن أشرف عبد الرحيم إن قطاعا كبيرا من أهالي منطقة كرموز يعانون غيابا متعمدا لوسائل النقل العام التي تربط المنطقة باجزاء الإسكندرية المختلف, مؤكدا أن الترام هي الوسيلة الوحيدة التي تساعد السكان في الانتقال إلا ان التذكرة تضاعفت إلي خمسين قرشا, مما يؤدي إلي تحمل الأهالي وبالذات أولياء أمور طلاب الجامعات بتكلفة إضافية تتجاوز الثلاث جنيهات يوميا للطالب الواحد بينما الناس أساسا لا يجدون شيئا. أما آمنة سيدأحمد ربة منزل فتقول: لا تكفي أن تملأ الفيزب والموتوسيكلات الشوارع ولكن مع بدء الدراسة اصبحت ظاهرة التحرش بالفتيات في أغلب الشوارع وبجوار مدارس البنات تحديا في غياب كامل لرجال الشرطة. واصبحنا نتكلف توصيل بناتنا وأبنائنا الصغار إلي مدارسهم ذهابا وعودة. ويضيف إبراهيم إمبابي مواطن: إنتشرت في كرموز ظاهرة بيع الالعاب النارية بطريقة مفزعة, كما تزايدت البؤر الإجرامية بصورة واضحة جدا, إضافة إلي تزايد الإشغالات والنفايات علي جانبي ترعة المحمودية مما جعل الحياة ليست صعبة وحسب لكنها باتت صعبة وقبيحة. يؤكد أحد الاطباء الشباب يعمل في مستشفي الجمهورية بكرموز: ينتشر في كرموز ظاهرة عربات الطعام العشوائية أمام المقاهي والمدارس وفي الأماكن المزدحمة فعرض علينا يوميا عدد كبير نسبيا من حالات التسمم والإسهال والقئ, ولكن كل هذا يتضاءل إذا عرفتم أن اهالي بعض المرضي يحضرونهم إلي المستشفي ويطلبون علاجهم تحت تهديد السلاح الأبيض واحيانا السلاح الناري خاصة أن أمن المستشفي عبارة عن شباب من حملة الدبلومات وغير مدربين علي التعامل مع المواقف الخطرة, بينما الحراسة الشرطية تختفي في المساء ويذهب جنود الدرك والأمناء المعينون علي المستشفي للنوم في بيوتهم تاركين الطباء وطواقم التمريض لمواجهة كل المشكلات التي تزيد مع عدم توافر اغلب أنواع أدوية الطوارئ ابتداء من مخدر الجروح وحتي أدوات الإسعاف الأولي من قطن وشاش وميكركروم. بالطبع لا تعد كرموز حتي الآن منطفقة عشوائية لكنها تتحول إلي ذلك سريعا فاهلها ضاقوا بمشكلات منطقتهم التي لم تكن يوما بكل هذا السوء.