استيقظ أهالي قرية كفر شرف بميت غمر بالدقهلية علي فاجعة لم تكن معلنة لهم ولكن كأي قرية مصرية فقد كانت عادة أهل كفر شرف النميمة والحكي لما هو غريب عنهم. وكان ضابط مباحث مركز شرطة ميت غمر قد استدعي الشاب ع لكي يجبره علي الزواج من إحدي فتيات القرية حتي انتشر خبر الفضيحة بين أبناء القرية انتشار النيران في الهشيم. وعلم الصغير قبل الكبير أن ع قد وقع في علاقة آثمة مع الفتاة وحملت منه سفاحا. وكادت الفتاة تتخلص من الحمل إلا أن الطبيبة التي اكتشفت الحمل أبلغت الشرطة التي أجبرت الشاب علي الزواج منها في محاولة للملمة الجراح المثخنة. كان من بين جيران الفتاة وعشيقها شاب مدلل سيئ الأخلاق لم يختلف كثيرا عن جاره الذئب حيث كان كل منهما ينظر للفتاة بعيون خبيثة والذي بعد علمه بواقعة الاغتصاب والزواج في قسم الشرطة جن جنونه وملأ الغيظ قلبه من جاره وبدأ يتربص به وفي صباح ذلك اليوم المشئوم كان أ.ع(35 سنة) متزوج وله طفلان يتظاهر بتنسم الهواء في شرفة منزله وفوجئ بنظرات جاره ع مبصرة في تحد واضح له مما دفعه إلي الصياح في وجهه وقال غاضبا أنت يابني بلاش تبص ناحيتي فرد عليه في برود الثلج قائلا: لم نفسك وإسكت وبعد دقائق من التراشق بالألفاظ النابية كانا يتصارعان كثورين هائجين في الشارع, وعلي الفور هرع والد السيد وشقيق الذئب إليهما في محاولة بائسة للفصل بينهما وإنهاء الشجار ولكن الأب عجوز والأخ ع شخص مسالم لا حول له ولاقوة بين غريمين من أسوأ شباب المنطقة, وأثناء التشابك فجأة أخرج أ طبنجته وأطلق رصاصته تجاه ع ولكن شاء القدر أن تخترق رصاصته يد والده فتبتر احد أصابعه وتستقر في قلب ع الشاب المسالم الطيب المعروف بين أهالي القرية بالسمعة الحسنة والأخلاق الطيبة وليترك وراءه طفلين عمرهما ست وثلاث سنوات. وعلي الفور قام عبد الحميد بحمل شقيقه في إحدي السيارات ليتجه به إلي مستشفي ميت غمر ولكن لفظ علاء أنفاسه الأخيرة في الطريق, وقبل أن يصل إلي المستشفي. واشتعلت نيران الغضب داخل صدر عبد الحميد فعاد بجثة شقيقه للقرية واتجه مباشرة إلي منزل أ واقتحمه وسط عويل وصراخ النساء وصعد إلي الطابق الثاني الذي يقيم به أ ليجده خاويا فأشعل به النيران وخرج هائما علي وجهه يبحث عن قاتل شقيقه دون جدوي حيث فر القاتل هاربا فور وقوع الجريمة. كان اللواء مصطفي باز مدير أمن الدقهلية قد تلقي بلاغا من مأمور مركز طلخا يفيد بمقتل وإصابة مواطنين من قرية كفر شرف التابعة لمركز ميت غمر. وانتقل المقدم أشرف عبد الهادي رئيس مباحث مركز ميت غمر إلي مكان الواقعة واستمع إلي أقوال الشهود, كما انتقلت سيارتا مطافئ وإسعاف وتمكن رجال الدفاع المدني من السيطرة علي الحريق وتم نقل الجثة إلي مشرحة مستشفي الحميات بميت غمر, كما تم نقل والد القاتل ع(65 سنة) مصابا بطلق ناري بيده بينما يكثف رجال المباحث جهودهم للقبض علي نجله بعد أن هرب داخل الزراعات.