طموح مصر سيفرض الحالة التي ستكون عليها العلاقة مع أمريكا عقب المراجعة التي يبدو أنها جارية حاليا لتلك العلاقة. فمن الممكن أن تكون بلادنا تواقة إلي أن تصبح الصين في الشرق الأوسط, أو مثل سنغافورة, أو كوريا الجنوبية, أو حتي اليابان. ولا غرابة في هذا التصور, لأن التقدم تجربة إنسانية سهلة للغاية إذا توافرت شروطها. ولا شك أن نزوع مصر نحو وضع الصين سيلاقي مقاومة غربية شرسة. فالصين هي نتاج تجربة تنمية مستقلة لم يستطع الغرب إحباطها في وقت كان يواجه فيه أزمات سياسية واقتصادية حادة بعد صراع طويل ومرهق مع الاتحاد السوفييتي( السابق). وبالتالي فإن الغرب لن يسمح بتكرار التجربة الصينية في الشرق الأوسط الذي هو شريان حياة للحضارة الأورو-أمريكية. لكن الولاياتالمتحدة يمكن أن تسمح لمصر بتقدم نابع منها وتابع لها مثل التقدم الذي حققته سنغافورة أو كوريا الجنوبية أو حتي اليابان. وقد سمحت واشنطن بمثل ذلك من قبل لدبي, لكن تجربة تلك البقعة العربية فشلت لأنها ليس لها العمق الذي لمصر بمقاييس الجغرافيا والتاريخ. لكن تجربة التنمية في دبي تشير إلي سماح غربي بتقدم عربي يمكن أن تكون محطته الجديدة مصر. فالمحطات السابقة مثل أبو ظبي وقطر والبحرين تعتبر نسخا سابقة علي دبي أو لاحقة لها وبنفس أوضاعها. الجديد سيكون مصر وسيكون فيها. فإلي ماذا تتوق مصر؟ إجابة السؤال يجب أن تكون في ذهن الرئيس محمد مرسي وأذهان مساعديه ومستشاريه خلال المراجعة التي يبدو أنها جارية حاليا للعلاقة مع أمريكا. لكن يمكن أن تكون مصر مكتفية بالنموذج التركي الذي تاق إليه الإخوان المسلمون حتي قبل أن يصبح مرسي العضو القيادي في الجماعة رئيسا للبلاد.