يحرص بعض الأفراد علي ضياع سعادتهم من خلال طمسهم لأبعاد شخصيتهم وحرصهم علي أن يكونوا مزيفين ومصطنعين وذلك تلاحظه عند بعض الأفراد الذين يسعون إلي المظهر المصطنع فيخدعون ذواتهم والآخرين!! واذا كنا نري أن اصطلاح الشخصيةPersonality مشتق كما أوضح التراث الاغريقي من كلمةPersona والتي تعني القناع ذلك الذي كان يضعه الممثلون علي وجوههم أثناء تمثيلهم المسرحيات علي اعتبار أن كل دور يلزم له قناع معين, وهذا الأمر قد استشري بين بعض الأفراد وبدأت الحياة بمخالبها وضغوطها تتطلب صنع الأقنعة المختلفة التي يوزعها البعض علي أنفسهم كما توزع الأدوار علي الممثلين وكأننا نعيش علي خشبة مسرح كبير وما علينا الا أن نقوم بأدوار مختلفة حتي تسير الحياة, وحتي يستطيع كل فرد ان يساير دفة الأمور!! ولكن الأدوار والأقنعة التي يمكن أن تتم بحكم التطور الحضاري وما تتطلبه المواقف الاجتماعية والأسرية من الممكن قبولها, أما وضع الأقنعة المصطنعة التي تسعي إلي تحقيق غايات خاصة وأغراض شخصية فهي تمسخ شخصية الانسان وتجعلها باهتة اللون, وعلينا أن نفند هذه الأقنعة لمعرفة خطورتها, وكيف أنها لا تحقق لأصحابها السعادة مهما كانت مهارته في حبك الأدوار, ومهما كانت الذرائع التي يتذرعون بها, فهي تضييع ملامح الشخصية وتفقدها رونقها. واذا كنا ننبه الاذهان إلي ضرورة المواجهة الواقعية والشفافية الصادقة بعيدا عن الأقنعة التي تخفي الحقيقة وتجافي منطق الصراخ والوضوح وخطر الأقنعة لا يقل عن التماحيك والتلاكيك التي يلجأ إليها بعض الافراد وهم يدعون من خلال ممارستهم للتماحيك والتلاكيك أنهم يسعون إلي تحقيق التكيف مع البيئة, وعلينا أن نسأل ما الذي يدفع المرء إلي أن يتصرف تصرفات معينة في ظروف معينة وما الذي يدعوه إلي أن يغير تصرفاته أو يكررها في موقف آخر؟ هذا السؤال يقودنا إلي الحيل الدفاعية التي يوظفها الأفراد. نتيجة لبعض الدوافع تتمثل في: * مدي ما يدركه الفرد قبل ان يقوم بعمل معين * مجموعة الأفكار التي تجري في ذهن الفرد قبل أن يتصرف أو أن يعمل. * ما يتوقعه الفرد من نتائج في المستقبل اذا ما قام بهذا التصرف وواضح ان هذه الحيل أو تلك( التماحيك والتلاكيك) يلجأ اليها بعض الافراد لتساعدهم علي التخلص من موقف أو الخروج من مأزق أو تجنبا لآلام أو للمحافظة علي الوقار والاحترام, أو عندما تضغط الجماعة بضغوطها والتي لا يملك الفرد ازاءها الا أن يتذرع بهذه الحيل الدفاعية والذي نريد أن نوضحه ان الحيل اللاشعورية أو التماحيك والتلاكيك قد تكون مفيدة لصاحبها ولكن اذا تجاوزت حدودها المنطقية أو خرجت علي السائد المألوف من القيم والأعراف والأصول الاجتماعية, أو ان تجعل صاحبها يبتعد عن الواقع لا يتعامل مع الحقائق بدقة وموضوعية فهي مرفوضة لانها ينطبق عليها ما ينطبق علي الاقنعة المزيفة المصطنعة التي تجعل صاحبها في وضع ممسوخ وهناك بعض الدلائل التي توضح خطورة التماحيك التي تجعلني في وضع يتسم بالتشتت والاضطراب النفسي وهذه الدلائل نتمثل في: * السعي المستمر للحصول علي الواسطة التي تحقق الهدف والمطلوب: وهذا السعي يجعل صاحبه يتخير كل السبل ويصطنع كل التماحيك التي تجعله ممسوخا فيرتدي كل الأقنعة, ويداهن وهو يتكلم ويراوغ وهو يتصرف لأن الغاية عنده تبرر الوسيلة لأنه يعتمد علي عكازات وأقنعة ليتحصل من خلالهما علي المناصب, فيصنع المنصب ويشكل شخصيته ثم هو لا يدري بأن حركتهم سوف تتوقف عندما لا يوجد الشخص الذي اعطاهم مالا يستحقون.. ومن هنا يكون التوظيف السيئ للواسطة والتذرع بكل التماحيك التي تجعل أصحابها في موقف باهت لا يعبر عن شخصية لها رونق أو هدف أو إرادة أو قدرة علي الانجاز الواقعي السليم. * الريش والبقشيش: وهناك من يري أنه من خلال الالتزام( بالمودة)Moda في اختيار الملابس ومحاكاتها سوف يجعل الآخرين يحترمونهم, لأنها تضفي عليهم رونقا يسعدهم ويشعرهم بالنشوة والغبطة, وهم يؤمنون دائما بالمثل الذي يري( الي يجي في الريش بقشيش) وهم لا يفهمون ان القصد من هذا المثل عندما ضرب دعوة للانسان ان يهون وقع المشكلة ما دامت هي بعيدة عن الأذي الفعلي أو الضرر المحقق. ولكن الشخص الذي يجد مآربه في الملبس أو المأكل قد حكم علي نفسه حكما قاسيا فقد أصبحت الملابس رموزا ودلائل مختلفة ولقد تعددت الملابس والمعاني والرموز بظهور الطبقات وتعددها وأصبحت مصدرا للتماحيك وظهرت من خلال تلك الطبقات وتعددها, فأصبحت الملابس الغالية تدل علي الثراء والملابس غير ذلك تدل علي الفقر, مما أدي إلي أن ظهر السلوك غير المواتي عند بعض اللصوص الذين يتذرعون بلبس الملابس الفاخرة حتي يوهموا الضحايا فأصبحت هذه التماحيك ساترا يخفي خلفه السلوك الذي يمكنه أن يستخدم في الخداع والمراوغة والعدوان. * التلاكيك والسلوك العدواني: والشئ الذي ينبغي ان ننبه اليه الاذهان ان سلوك حيل عدوانية ويصطنع المواقف التي تجعل الآخر يقع في المشكلات أو يدعي ادعاءات غير صادقة علي الآخرين لكي يجعلهم يقعون في الخطأ من أجل ذلك ينبغي ان ننبه الأفراد إلي خطورة هذا السلوك الذي يعتمد علي جيل التلاكيك فهو سلوك لا يعرف الحقيقة وينتهز الفرص لايقاع الآخرين في المشكلات, بل ونري اصحاب السلوك يشعرون بسعادة انهم حققوا الإساءة للاخرين, وإذا دعتهم المصلحة الشخصية ان يسحقوا جماجم الآخرين فانهم لا يتأخرون عن التنفيذ بل يخططون لذلك السلوك العدواني المعتمد علي التلاكيك وهكذا يضيع بعض الأفراد في زحمة التماحيك والتلاكيك لأنهم لا يفكرون إلا في مصلحتهم وما يعود عليهم بالنفع, وهذا التفكير القاصر غير الاجتماعي يعبر عن شخصية غير سوية يدعمها المرض النفسي الذي يعبر عن الانعزال الاجتماعي وعدم الاعتراف بقيمة الآخرين.