سويقة يتخللها مجموعة من المنازل هذا هو المشهد في شبرا الخيمة فعندما تخرج من محطة المترو سيقابلك الباعة الجائلون أعلي كوبري مشاه المترو وصولا لآخر شارع داخل الحي. فالباعة موجودون بكل مكان حتي تكاد تشعر بأنك داخل سوق العتبة أو الموسكي من مقاه ومحلات وبائعي خضار وأكشاك بقالة وأفران وباعة جائلين يحتلون منتصف الطريق وجوانبه مواقف للتوك توك وفتارين الأطعمة حتي إن الدراجة البخارية تشق طريقها بصعوبة, فتشعر بالاختناق من ارتفاع درجة الحرارة من كثرة تكدس الأنفاس, بخلاف تعرجات الطريق وتلال القمامة والباعوض لم يفارقني طوال جولتي بالحي كله فالعيش هناك أصبح من رابع المستحيلات. في البداية يقول أحمد زهرة صاحب محل هواتف محمولة بحي غرب شبرا الخيمة ان جميع العاملين بحي شبرا الخيمة خارج نطاق الخدمة بالاضافة إلي قسم أول شبرا الخيمة فالوجود الأمني منعدم تماما بعد الثورة ومازال يعاني منه الأهالي حتي هذه اللحظة, كما أن تجارة الحشيش والأقراص المخدرة أصبحت علنية في ميدان المؤسسة بواسطة مجموعة من البلطجية بجوار محطة المترو وموقف الأتوبيس بخلاف حوادث السرقة والتي أصبحت علي مرمي البصر وفي كل مكان. فيحكي عن أحد صبيانه والذي هاجمه شخصان الساعة الرابعة فجرا بعد انتهاء دوامة وهو في طريقه إلي منزله وبصحبته طفله الصغير بشارع الإتحاد الصناعي وقاموا بخطف طفله وتثبيته بسلاح أبيض وطلبوا منه متعلقاته مقابل سلامته ويضيف ان ميدان المؤسسة صار منبعا للباعة الجائلين فالطريق متكدس بالاشغالات والحملات لا تجدي نفعا والاشتباكات بين أصحاب المحلات والباعة تزداد يوما بعد يوم. ويشتكي الحاج عبد الحميد مغيث من احتكار الباعة الجائلين لشوارع الحي والتسبب في حدوث أزمة مرورية فقبل الثورة كانت حدودها الأرصفة انما الان أصبحوا يبيعون بضاعتهم في وسط الشوارع, دون أن يحرك الحي ساكنا, كما يضيف ان أهم ما تعاني منه المنطقة هو الضعف الشديد لمياه الشرب حتي انها لا تصل إلي المنازل مما اضطر الكثيرين إلي تركيب مواتير ارتوازية لإخراج المياه من باطن الأرض المشبعة بمياه الصرف الصحي والحشرات الأمر الذي أصاب العديد من الأهالي بأمراض الكلي. ويلفت إلي أن هناك مشكلة اخري تتمثل في وجود مصنع للكيماويات نوبل واكس بشارع15 مايو بميدان المؤسسة في ظل تكدس سكاني بالحي مما دفع الأهالي لتقديم شكاوي لمجلس المدينة لطلب تعديل مداخن المصنع ورغم ذلك مازالت المشكلة مستمرة بل وتزداد خطورة, ثم طالبوا بنقله إلي منطقة صناعية خالية من السكان حفاظا علي أرواحهم ولكن لا حياة لمن تنادي فرغم مناقشة الفكرة منذ سنوات إلا انها مازالت في حيز التنفيذ حتي الآن!. ويؤكد عبد الرحمن المنياوي صاحب محل اكسسوار نسيج ان رغيف العيش المدعم والذي يباع بالأفران غير صالح للاستخدام الآدمي والدقيق غير مطابق للمواصفات, وانه يتم سرقة الدقيق المدعم وبيعه بالسوق السوداء من غالبية الأفران حتي أصبحت نسبة كبيرة من الأهالي يعتمدون علي مخبز معسكر شرطة تابع للداخلية موجود بشبرا فبعدما يكفي أفراده ذاتهم يقومون ببيع المتبقي للجمهور, كما يشير إلي وجود عدة كافتيريات تقدم مشروبات أعلي كوبري المشاة بالمؤسسة نظمها مجموعة من الباعة مما يسبب أزمة ويهدد بسقوطه. أما خالد محمد محمد28 عاما ومن سكان شبرا الخيمة اضطرته الظروف إلي العمل علي توك توك علي الرغم من حصوله علي بكالوريوس هندسة زراعية وشهادة ايزو من هيئة المواصفات والجودة, فبعدما تخرج عام2008 بحث عن وظيفة في كل مكان حتي أدي به الحال إلي التقدم لوظيفة بمصلحة السجون بالقللي ولكن تم رفضه, وقد دفعته ظروف أسرته إلي التخلي عن شهادته الجامعية والعمل لمجرد الحصول علي لقمة العيش!. ويقول فايق شعبان صاحب محل بقالة ان ارتفاع نسبة الفقر والبطالة يدل عليها الشباب الذين يجلسون علي المقاهي ما ينتج عنه ارتفاع نسبة البلطجة وإدمان المخدرات خاصة أسفل كوبري المؤسسة ناحية شارع عرابي حيث أن الكثير من مدمني المخدرات والبلطجية يحملون الأسلحة البيضاء والنارية في الذروة وأمام الجميع, فصارت أقل مشكلة تتسبب في حوادث قتل, كان آخرها حادث شاهده الحي منذ عدة أيام عندنا في منطقة الشرقاوية بيجام عندما نشبت مشاجرة بين تجار مخدرات بالأسلحة النارية واثناء تبادل اطلاق النار لفظ طفل أنفاسه لا يتعدي ال13 عاما. وبالإتصال بالدكتور محمد سعيد رئيس حي شبرا الخيمة رفض التعليق وبعد عدة محاولات تجاوزت الثلاثة أيام أرسل لنا ردا عبارة عن إنجازات لرئاسة حي شبرا علي الرغم من أن جميعها غير موجودة علي أرض الواقع بشهادة الأهالي وانه من ضمن شكاوي المواطنين خاصة وانني أشاهد منظرا حضاريا واحدا طوال جولتي فكل ما شاهدته تلال القمامة والباعة الجائلين مما يدل علي الإهمال الجسيم وان جميع العاملين بالحي خارج نطاق الخدمة.