بات واضحا أن العلاقة مع الولاياتالمتحدة تمر بمراجعة. ومن المؤكد أن أي مراجعة متعجلة أو عاطفية أو بعيدة عن الحقائق الظاهرة ستضر مصر أكثر مما تنفعها, بل يمكن أن تلحق بها أبلغ الضرر. ولعل هدف المراجعة هو تحقيق المصلحة الوطنية المصرية بعد أن ظلت العلاقة منذ عصر السادات محكومة بمصالح النظام التي كان لها الاعتبار الأول حتي إن لحق أبلغ الضرر بالمصلحة الوطنية. وفي هذا السياق أقدم آراء لي سبق نشرها في عهد الرئيس المخلوع لكن الآذان والعيون وقتها كانت مغلقة إلا حين يكون الرأي مؤيدا للتوريث وما وراء التوريث من فساد. تتوقف المجتمعات الحية عن مراجعة أوضاعها, وتعديل مساراتها, وإصلاح أخطائها حتي بدون أن تقر بوجود أخطاء. والولاياتالمتحدة مجتمع حي منذ أربعينيات القرن الماضي حين كانت تقترب من أن تصبح قوة عظمي. وليس انتشار مراكز البحث فيها إلا أحد أدلة الحيوية, باعتبار أن تلك المراكز لا تتوقف عن التأمل وتحديد بدائل تختار الحكومات من بينها. وكان أخطر إنجاز لأمريكا كقوة عظمي هو استعمال مختلف الحيل لإسقاط القوة العظمي المنافسة وهي الاتحاد السوفيتي. ولكنها حين صارت القوي العظمي الوحيدة في العالم ضعفت فيها حالة التعبئة, وراحت تتراجع. وحين كان باديا للعالم أن أمريكا ستبقي علي القمة لعشرات السنين القادمة كانت قبضتها علي العالم ترتخي. وكان دليل ذلك جليا يوم الهجوم بطائرات ركاب علي نيويورك وواشنطن في11 سبتمبر عام2001 سواء كانت أمريكا هوجمت دون أن تدري, أو سمحت للهجوم بأن يمر لتتخذه ذريعة لاقتحام العالم العربي والإسلامي في محاولة لتجنب نهاية عصر هيمنتها علي العالم. ومعني ذلك يجب ألا نخاف من أمريكا ونحن نراجع العلاقة معها. والحديث موصول.